ينتظر أن تتواصل "حرب الغاز" التي اندلعت قبل سنتين بين شركة "سوناطراك" الجزارية ونظيرتها الروسية "غازبروم"، خلال سنة 2017، ما يرشح لتوتر محتمل بين البلدين وخصوصا أن بوتين أعلن عن نيته أن تصبح روسيا أول بلد منتج للغاز في العالم. وحسب وسائل إعلام جزائرية فإن هذه الحرب ستتواصل في سنة 2017، إذ أن الشركتين ستدخلان في سباق من أجل كسب الأسواق الأوروبية وأسواق أخرى لتموينها بالغاز، ما سيجعل الصراع يحتدم وخصوصا أنه يتزامن مع أزمة النفط العالمية، حيث سيكون على الشركتين التركيز على الغاز لتعويض نقص العائدات بسبب تهاوي أسعار البترول. وكانت "غازبروم" الروسية كشفت أن صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا وتركيا قد ارتفعت ب 15 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول من السنة الجارية، لتصل إلى 51 مليار متر مكعب، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. ومن جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريح له أمام الرئيسين التنفيذيين لشركتي "نوفاتاك" و"توتال" الفرنسية، بحر الأسبوع الماضي، مساعي روسيا لكسب مزيد من الحصص، حين قال إن روسيا بإمكانها أن تصبح أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم وستصبح كذلك. وتستعد "نوفاتك" الروسية و"توتال" الفرنسية مع شركاء صينيين لتدشين محطة "يامال" للغاز الطبيعي المسال، التي ستكون ثاني محطة للغاز المسال في روسيا، في أكتوبر المقبل، وهو مشروع قال عنه بوتين إنه سيواصل دعم مثله من المشاريع، وهو ما أكدته الشركة الروسية "نوفاك" حين أكدت أنها تدرس حاليا إمكانية بناء محطة أخرى للغاز المسال هي محطة القطب الشمالي للغاز المسال-2. وتسعى روسيا إلى الرفع من إنتاجها من الغاز الطبيعي، لكسب المزيد من الأسواق والحصص العالمية، وخصوصا أن كمية الإنتاج تفرض نفسها في الأسواق العالمية إذا كانت مرتفعة، وهو ما فطنت له الجزائر التي شهدت استنفارا كبيرا لإعادة عدد من زبائنها الذين فقدتهم لصالح الشركة الروسية "غازبروم"، غير أن الجزائر وجدت نفسها أمام لعبة جديدة يلعبها الروس، إذ تتجه روسيا إلى رفع الإنتاج والإمدادات. وخلص المراقبون لهذا الصراع الروسي الجزائري، إلى أن المد الروسي يهدد حصص الجزائر من الغاز في الأسواق الأوروبية وفي مناطق أخرى من العالم، وخصوصا بعد توقيع المغرب وروسيا اتفاقا للتعاون المغربي الروسي في مجال الطاقة، سيشهد إطلاق مشاريع ضخمة تتمثل في بناء محطات لتخزين الغاز بالجديدة، فضلاً عن محطات ميناء طنجة المتوسط العملاقة، وهو ما يهدد إمدادات الغاز الجزائري في أوروبا وفي البحر الأبيض المتوسط. ومن جهة أخرى، ستفقد الجزائر بعضا من أسواقها الأوروبية وغيرها لنيجيريا التي سبق وقعت اتفاقا لتشيد أنبوب للغاز يمتد على مستوى غرب إفريقيا وصولا إلى المغرب، ما يفتح فرصا كبيرة أمام الغاز النيجيري للوصول إلى أوروبا والمنافسة بدوره على حصص عالمية وأسواق جديدة. وحسب وسائل إعلام جزائرية فإن هناك مخاوف كبيرة لدى السلطات الجزائرية، من أن تخسر البلاد في "حرب الغاز العالمية"، وتفقد الكثير من الأسواق ما يؤشر على تراجع كبير في صادراتها من الغاز، وبالتالي اتساع الهوة بين الصادرات والواردات، وارتفاع نسبة عجز الميزان التجاري، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، ما سيؤثر سلبا على المناخ الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.