Getty Images عرب إسرائيل، فلسطينيون ثقافة وتراثا، وإسرائيليون بالمواطنة شارك الآلاف في جنازة الشرطي الإسرائيلي الذي قتل عندما فتح مسلح فلسطيني عليه النار من سلاح آلي في ضاحية بني براك قرب تل أبيب، والتي تقطنها غالبية من اليهود المتشددين. والقتيل واسمه أمير خوري، عربي مسيحي عمره 32 عاما، ومن سكان "نوف هجليل"، وقد وصفته زوجته ب "بطل إسرائيل" في تأبينها له خلال مراسم الدفن. وخوري لم يكن سوى واحد من بين نحو 1.9 مليون من مواطني إسرائيل العرب، وكذلك المهاجم الذي قتل أربعة إسرائيليين بالرصاص خارج مركز تجاري في بئر السبع في 22 مارس/آذار الماضي، والمسلحان اللذان قاما بعدها بخمسة أيام بقتل شرطيين في بلدة الخضيرة. ويشكل عرب إسىرائيل أو عرب الداخل، كما يعرفون أيضا، فئة تحتل مكانة فريدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن من هم؟ Getty Images عرب ويهود تظاهروا سوية احتجاجا على شراء منزل في يافا عام 2021 فلسطينيون لم يغادروا ديارهم يبلغ عدد سكان إسرائيل ما يزيد قليلاً عن تسعة ملايين نسمة وحوالي خمس هؤلاء، 1.9 مليون شخص تقريباً هم من العرب. وهم الفلسطينيون الذين بقوا في ديارهم التي أصبحت داخل حدود دولة إسرائيل بعد إنشائها في عام 1948، بينما فر ما يصل إلى 750 ألفاً منهم أو تعرضوا للطرد من منازلهم خلال الحرب التي تلت ذلك. أولئك الذين طُوردوا أو فروا استقروا بالقرب من حدود إسرائيل في الضفة الغربية وغزة وفي مخيمات اللاجئين في الدول العربية المجاورة وغيرها من دول المنطقة. يطلق السكان الذين بقوا داخل إسرائيل على أنفسهم اسم عرب إسرائيليين أو فلسطينيين إسرائيليين أو فلسطينيين فقط. غالبية الفلسطينيين داخل اسرائيل مسلمين ولكن كما هو الحال في باقي المجتمع الفلسطيني يشكل المسيحيون ثاني أكبر مجموعة بشرية بينهم. ويتمتع هؤلاء بحق التصويت في الانتخابات الإسرائيلية منذ أول انتخابات جرت في 25 يناير/كانون الثاني 1949، لكنهم يقولون أيضاً إنهم ضحايا تمييز منهجي في إسرائيل منذ عقود عديدة. Getty Images تعاون العرب واليهود العاملون في المجال الطبي في مواجهة جائحة كورونا دمج لا تختلط المجتمعات العربية واليهودية في إسرائيل إلا نادراً ورغم ذلك فإن أحد الآثار الجانبية الإيجابية لأزمة فيروس كورونا في الأشهر الأخيرة كان التعاون الوثيق بين اليهود والعرب. يتمثل أحد مجالات الاندماج بين الفلسطينيين واليهود داخل إسرائيل في نظام الرعاية الصحية الوطني حيث يتشارك الطرفان في المستشفيات ومراكز المعالجة والعيادات الطبية. 20 في المئة من الأطباء و25 في المئة من الممرضات و50 في المئة من الصيادلة في إسرائيل هم من العرب. ولكن من الصعب العثور على ما يجمع اليهود الاسرائيليين والفلسطينيين حملة الجنسية الإسرائيلية على صعيد القيم والمشاعر الوطنية. فعلى سبيل المثال يلعب الجيش دوراً محورياً في المجتمع الإسرائيلي والخدمة العسكرية إلزامية بالنسبة لليهود والدروز الإسرائيليين، بينما الفلسطينيون حملة الجنسية الإسرائيلية معفيون من ذلك. AFP مجموعة من العرب الإسرائيليين يحتجون على هدم منازلهم لأنهم لم يحصلوا على رخصة البناء الصحيحة التمييز يقول الفلسطينيون حملة الجنسية الإسرائيلية إنهم ضحايا تمييز منهجي في بلادهم، وهي وجهة نظر أيدتها العديد من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان. وتقول منظمة العفو الدولية إن إسرائيل تفرض تمييزاً منهجياً ضد الفلسطينيين الذين يعيشون فيها. وفقاً لتقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش في أبريل 2021 فإن السلطات الإسرائيلية تمارس الفصل العنصري، وهو جريمة ضد الإنسانية سواء تجاه الفلسطينيين داخل إسرائيل أو الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة. ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير ووصفته بأنه "مناف للعقل وكاذب". ويقول العرب داخل إسرائيل إن للحكومة تاريخ طويل في مصادرة الأراضي المملوكة لهم ويتهمون السلطات الإسرائيلية بالتمييز المنهجي ضدهم في الميزانية الوطنية. كما أن القوانين التي تسري على كل مجموعة في إسرائيل مختلفة عن الأخرى. Getty Images يشتكي الكثير من عرب إسرائيل من المعاملة غير العادلة على أيدي السلطات الإسرائيلية "مواطنون من الدرجة الثانية" على سبيل المثال فإن القوانين الإسرائيلية التي تحكم أهلية الحصول على الجنسية الاسرائيلية تعطي الأفضلية لليهود الذي يمكنهم الحصول على جواز السفر الإسرائيلي تلقائياً بغض النظر عن مكان ولادتهم، بينما يُحرم الفلسطينيون المطرودون من ديارهم وأطفالهم من هذا الحق. في عام 2018 أقر الكنيست الإسرائيلي "قانون قومية الدولة" المثير للجدل والذي ألغى مكانة اللغة العربية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العبرية ونص على أن الحق في تقرير المصير الوطني "يقتصر على الشعب اليهودي". وقال حينها عضو الكنيست أيمن عودة إنه في الوقت الذي أقرت فيه إسرائيل قانون "التفوق اليهودي" فإنها قالت للعرب في إسرائيل أنهم سيظلون "مواطنين من الدرجة الثانية" دائماً. ووعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضمان الحقوق المدنية لكنه قال إن "الأغلبية تقرر" ذلك.