خلف قرار المغرب غيابه مرة أخرى عن الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي خصصت لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية، تساؤلات كثيرة حول ماذا يقصد في العرف الدبلوماسي بشأن الغياب عن جلسة أممية، مع أنه يصب في مصلحة المملكة بالحفاظ أولا على مسافة أمان من الأزمة الروسية-الأوكرانية، وثانيا استمرار الحياد المبني على مصالح الرباط مع موسكو، لاسيما على مستوى قضية الصحراء المغربية، والدور الذي تلعبه روسيا فيه على مستوى مجلس الأمن انطلاقا من رفضها الاحتكار الأمريكي له. ويفسر غياب المغرب على أنه اختار موقف الحياد، والاكتفاء بالموقف الرسمي السابق من الأزمة عبر البيان السابق الصادر عن وزارة الخارجية.
وفي هذا السياق، يرى محمد شقير، الباحث والمحلل السياسي، أن موقف الرباط بالغياب مجددا عن جلسة أممية بشأن الأزمة الروسية-الأوكرانية، يتماشى مع الموقف الرسمي للمغرب من الحرب الدائرة بين روسياوأوكرانيا، ودعمه للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة.
واعتبر المحلل السياسي، في تصريح ل"الأيام24″، أنه رغم جل الضغوط التي مورست على الرباط، إلى أنها تشبثت بالحياد ومبدأ "عدم اللجوء إلى القوة" في تسوية النزاعات بين الدول، وأن غياب المملكة غياب عن جلستين أمميتين بشأن أزمة موسكو وكييف فهو نوع من عدم اتخاذ المغرب موقف قد يؤثر عليه مستقبلا في قضية الصحراء، خاصة أن روسيا عضو دائم بمجلس الأمن، وتتوفر على حق الفيتو، ونحن مقبلون على جلسة خلال الشهر الجاري بشأن النزاع المفتعل.
وأوضح شقير، أن "المغرب يتجنب الدخول في هذا الصراع، ويهمه مسألتين اثنين هي أولا أن روسيا عضو أساسي بمجلس الأمن يمتلك حق الفيتو، وليس في مصلحته خلال الظرفية الحالي، أنه يستدعي عداء أي طرف، حتى ولو دخل المغرب في شنأن مع روسيا في هذه الأزمة، فأكيد سيكون هناك رد فعل مغاير".
وأشار إلى أن المغرب عنده مصالح مشتركة سواء مع روسيا أو أوكرانيا حيث يستورد منهما إلخ، وبالتالي ليس من مصلحته أن يدخل في هذا الأزمة التي هي في الأصل صراع بين قوى عظمى من خلال الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا وقوى إقليمية روسيا والاتحاد الأوروبي، وبالتالي سبق للمغرب أن حدد موقفه الرسمي خلال بداية الأزمة بين موسكو وكييف.
وسبق لوزير الخارجية ناصر بوريطة، أن أعلن مساندة المغرب كل المبادرات والمجهودات الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية، داعيا كل الأطراف إلى دعم هذه المجهودات والمبادرات.
وقال بوريطة، في تصريح سابق، إن المغرب "كان واضحا في موقفه حيال هذه الحرب، وممكن تلخيصه في 4 نقط".
وأضاف أن النقطة الأولى "تعبير المغرب عن انشغاله حيال تطورات الوضع بين روسياوأوكرانيا، والتصعيد العسكري وما خلفه من ضحايا وآثار إنسانية"، و"النقطة الثانية هي أن المغرب "يدافع وسيبقى دائما مدافع عن الوحدة الترابية وسيادة كل أعضاء الأممالمتحدة"، و"النقطة الثالثة هي أن المغرب "ضد استعمال القوة بين الجيران لحل الخلافات".
وزاد بوريطة، أن النقطة الرابعة هي أن المغرب "مع الحلول السلمية والحوار والمفاوضات لإنهاء الصراعات والنزاعات". وأشار إلى أن "لذلك فإن المغرب يساند كل المبادرات والمجهودات الهادفة إلى إيجاد حل سلمي لهذه الوضعية، ويتمنى أن تنخرط كل الأطراف لدعم هه المجهودات والمبادرات".