تهم كثيرة توبع من أجلها مجموعة من الأشخاص سواء إصابات في صفوف أفراد القوات العمومية إلى المواطنين وإحراق مركبات وتخريب وتعييب مرافق ومنشات تابعة للمركب الرياضي المجمع الأمير مولاي عبدالله، لكن من بين التهم مايحيل على الصدمة ليس للشارع الرياضي فقط بل للمجتمع المغربي عموما، لاسيما في ارتباطها بجريمة تعريض موظفة نظافة بالملعب إلى محاولة إغتصاب. في هذا الباب قال محام أحد المتابعين في أعقاب أحداث الشغب التي تلت مباراة فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي نهاية الأسبوع الماضي بالرباط، إن "موظفة نظافة تعرضت للإغتصاب" والعديد من المتهمين اشارو بحسب المحام إلى شخص معين محسوب على جماهير الضيف، "قام بالفعل وأنه جردها من ملابسها، لكن الأمور ماتزال قيد التحري والبحث.
من جانبه، أفاد بلاغ الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، أنه من بين التهم التي تم تقديم المشتبه فيهم المذكورين أمام النيابة العامة، تتضمن محاولة إغتصاب، ويجري تقديم ملتمس بإجراء تحقيق في حق 42 من الرشداء منهم، من أجل ارتكابهم أفعال تكوين عصابة إجرامية وتخريب تجهيزات في إطار جماعات وباستعمال القوة، والسرقة الموصوفة ومحاولة الاغتصاب وعرقلة سير الناقلات في الطريق العام، وارتكاب العنف العمدي بمناسبة تظاهرة رياضية وإلقاء أحجار داخل الملعب من شأنها إلحاق أضرار بالغير و إهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم وارتكاب العنف في حقهم والدخول إلى الملعب حاملين لسلاح وتعييب شيء مخصص للمنفعة العامة، حيث أمر السيد قاضي التحقيق بعد استنطاقهم ابتدائيا بإيداعهم بالسجن.
ويخيم نوع من الحيرة إزاء مشاهد العنف والشغب المتكررة على الكرة المغربية جراء توالي الأحداث غير المألوفة، والتي أصبحت تتكرر في السنوات الأخيرة. إذ اعتبرها كثيرون "غير مجزأة ولا يمكن عزل ظاهرة الشغب بملاعب كرة القدم المغربية عن ظاهرة العنف المجتمعي، حيث استفحل العنف بشكل كبير، وتطور بشكل لافت".
"الشغب في الملاعب، ومحيطها، جزء من هذا العنف"، يضيف اخرون "فالأحداث المأساوية التي تقع لا ترتبط بالهزيمة أو ب"ظلم حكم"، وإنما بظاهرة أصبحت مرتبطة بالمدرجات. والمشكل أنها مرتبطة بفئة عمرية (القاصرين)، بشكل كبير".
في السياق، "إذا كان البعض يستغل أجواء الاحتفاء بالكرة ليحوله إلى فرصة للعنف، لتفجير سخطه على المجتمع، فإن لصوصا محترفين يستغلون هذه المناسبات للسطو الجماعي على المحلات وممتلكات الناس، وتعنيف المارة رجالا ونساء وسرقة ما بحوزتهم، وما حدث نهاية الأسبوع لا يمكن استيعابه".
واعتبر رواد مواقع التواصل الإجتماعي أن "لا العقوبات بتوقيف الملاعب ولا العقوبات المالية ولا الندوات قادرة على وضع حد لظاهرة شغب الملاعب"، مؤكدين أن "الظاهرة ليست رياضية، بل هي مجتمعية، وتهم جيلا من الأطفال، وبالتالي فالظاهرة تحتاج إلى علاج جذري، انطلاقا من المدرسة والتوعية، والتطبيق الصارم للقانون، إضافة إلى تشديد العقوبات على مروجي الأقراص المهلوسة، لأنها سبب رئيسي في تأجيج الفوضى ليس فقط في الملاعب بل أيضا في الشارع العام".