AFP بن والاس وزير الدفاع البريطاني واصلت الصحف البريطانية رصدها للغزو الروسي لأوكرانيا وقدم كتابها تحليلا لقضايا عديدة تتعلق بالحرب الجارية. في هذا السياق أجرت صحيفة صنداي تيلغراف حوارا مع وزير الدفاع البريطاني بن والاس، قال فيه إن أي "تهديد وجودي" سيقابل برد قاس، بينما أكد أنه يدرس زيادة شراء الأسلحة التي عطلت الدبابات والطائرات الروسية. وفي ظل مخاوف من تداعيات محتملة على نطاق أوروبا، من هجوم مثل الضربة التي شنتها القوات الروسية على محطة طاقة أوكرانية هذا الأسبوع، حذر والاس من أن "أي شيء يمثل تهديدًا وجوديًا لأوروبا سيستدعي نوعًا من الرد". وفي حديثه قال: "الشيء الذي يجب قوله لبوتين هو ألا تقلل من شأننا، لا تختبرونا، التاريخ مليء بالقادة الاستبداديين الذين يستخفون بالغرب بشكل عام، والمملكة المتحدة. من الواضح أنه استخف بالمجتمع الدولي". وأضاف أيضا: "يجب ألا نخاف من بوتين، إنه يتصرف بطريقة غير عقلانية ويفعل الفظائع بأوكرانيا، لكن إذا تمسكنا ببعضنا البعض ورفضنا أن نخاف، فأعتقد أنه سيفشل". وكانت وزارة الخارجية الروسية طلبت من الغرب وقف "ضخ الأسلحة" إلى أوكرانيا، محذرة من أنها قد تقع في أيدي الإرهابيين، مما يشكل تهديدًا لشركات الطيران. وذكرت الصحيفة بحادث سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية كانت متجهة من أمستردام إلى كوالالمبور شرقي أوكرانيا، عام 2014. ونفت روسيا، حينها، تورطها في الهجوم، لكن المحققين الهولنديين خلصوا إلى أن الطائرة أسقطت من قبل انفصاليين موالين لروسيا، ظنوا أنها ألية عسكرية أوكرانية. وأصر والاس على أنه "سيكون هناك دائمًا دور للدبابات" في الجيش البريطاني، لكنه أضاف أن روسيا "أظهرت أيضًا مدى ضعف طائراتها أمام أنظمة الدفاع الجوي المحمولة المضادة للطائرات على عكس الأنظمة الكبيرة المضادة للطائرات". Reuters ورطة بوتين في أوكرانيا وفي صنداي تايمز كتب مارك غاليوتي تقريرا بعنوان " كيف يخرج بوتين من الكابوس الذي صنعه؟"، ويرى الكاتب أن الرئيس الروسي وبعدما كان لاعبا سياسيا بارعا إذا به يضع نفسه في مأزق. ويبدو أن حسابات بوتين كانت خاطئة، فقد اعتقد أنه سيُسقط كييف في يومين وأن العمليةَ العسكرية برمتها ستنتهي في غضون أسبوعين، إذ يرى أن أوكرانيا ليست دولة حقيقية، وتصور أنها ستسقط في أول ضربة، لكن الأوكرانيين كانت لهم وجهة نظر أخرى. ويطرح الكاتب السؤال التالي: كيف يخرج فلاديمير بوتين من هذه الورطة؟ ويجيب أن هناك عدة طرق لكنها تفضي إلى نفس النهاية المميتة. ويشير إلى ما يبدو أن البعض يأمل به في الغرب ويعلقون آمالهم على انقلاب يطيح ببوتين، لكن هذا يبدو غير مرجح في الوقت الحالي. ويذكر الكاتب بحادث الإطاحة بالزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، في انقلاب سياسي في عام 1964، ويضيف أن ذلك يرجع إلى أن قواعد الحزب الشيوعي آنذاك خلقت آلية لعزل الزعيم. وتسمح المادة 93 من الدستور الروسي الحالي بالمساءلة، لكنها تتطلب تصويت ثلثي مجلسي البرلمان، الذي أغلبه من المعينين، الذين يصف الكاتب معظمهم ب"الانتهازيين" الذين سيلقون ببوتين أمام القطار، في أول فرصة تتاح لهم، إذا كان ذلك سيتم بأمان. لكن بوتين يسيطر على وكالة الأمن الفيدرالي، وبالتالي فإن أي محاولة انقلابية ستُكتشف، ربما الجيش هو المؤسسة الوحيدة، القادرة على الإطاحة بفلاديمير بوتين. وبافتراض بقاء بوتين في منصبه، فإن الحرب ستستمر، وقد يكون الجيش الروسي قادرًا على تحطيم القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، لكن هذا سيكون الجزء السهل من الحرب، أما السيطرة على أوكرانيا وإحلال السلام فيها فأمران مختلفان تمامًا. كخطة بديلة، إذا ثبت أن الدولة بأكملها غير قابلة للهضم، فيمكنه - أي بوتين بحسب الكاتب - التركيز على المناطق الواقعة شرق نهر دنيبر، أو فقط منطقة دونباس المتنازع عليها وساحل بحر أزوف، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. وهذا الخيار سيكون أكثر قابلية للدفاع عنه، وسيسمح بالتفاوض بشأن "تحرير" بقية أوكرانيا كجزء من صفقة تتطلب من باقي أوكرانيا أن تقبل بالحياد. ويرى غالوتي أن بوتين، وبعدما أعلن وضع الأسلحة النووية، في وضع الجاهزية واستهدافه لمفاعل زاباروجيا النووي، أصبح يتصرف كشخص يحتجز رهائن وليس كرجل دولة. ويضيف الكاتب أنه رغم الشراكة القوية مع الصين إلا أن الاقتصاد الروسي يمكن أن يتقلص بمقدار عشرة في المئة، في أسوأ أداء له منذ عام 1994، وكما حدث إبان فترة حكم ليونيد بريجنيف - الذي حكم الاتحاد السوفيتي من عام 1964 حتى 1982 - سيشعر الروس بتصدع العقد الاجتماعي وسترد الدولة مرة أخرى بالقمع لحماية شرعيتها.