بعد دعوات حزب "فوكس" اليميني المتطرف للسلطات الإسبانية بإرسال الجيش إلى حدود سبتة ومليلية، قامت حكومة مدريد بنشر عشرات رجال الشرطة عند الشريط الحدودي للمدينتين المحتلتين. ودعا الحزب اليميني المتطرف السلطات الإسبانية، اليوم الجمعة، لإرسال عناصر إضافية من الجيش إلى حدود سبتة ومليلية للتعامل مع ما وصفه ب"الابتزاز" الذي يقوم به المغرب، بحسب تصريحات قيادات متفرقة في الحزب المتطرف.
ومباشرة بعد هاته الدعوات، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية عن إرسال أكثر من 90 شخصا من الحرس المدني والشرطة الوطنية إلى مليلية على الفور، كرد فعل على الضغوطات.
المغرب ليس بلد عبور فقط
ولم يقف المغرب عند ذلك، بل خرج المتحدث باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خلال ندوة بالرباط، للرد على اتهامات إسبانيا للمغرب بالضغط عليها عبر ملف الهجرة غير الشرعية.
وقال بايتاس إن "المغرب ينتهج مقاربة إنسانية في التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية، ويعمل بشكل مكثف من أجل مراقبة سواحل المملكة التي تتجاوز 3500 كيلومتر".
وأضاف: "المغرب ليس بلد عبور فقط ولكن أيضا بلد استقبال (...) ونحن شريك للاتحاد الأوروبي فيما يخص تدابير ملف الهجرة غير الشرعية".
وخلال يومي الأربعاء والخميس، تمكن أكثر من 1000 مهاجر غير شرعي من اقتحام السياج الحدودي الذي يفصل المغرب عن مدينة سبتةالمحتلة.
وقالت مصادر بالحكومة الإسبانية، لوسائل إعلام محلية، إن "المغرب يستعمل ورقة الهجرة غير الشرعية للضغط على إسبانيا".
وكان خوسي مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، اعتبر في تصريحات صحفية، إنه لا يمكن تدبير مسألة الهجرة بدون مساعدة المغرب، مشيرا إلى أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا "غنية بفضل شبكة من المصالح والجوانب المختلفة التي يتعين علينا تعزيزها"، مشيدا بدور المغرب في توجيه تدفقات الهجرة غير النظامية، لافتا إلى أنه تم، أخيرا، منع تسلل أكثر من 1000 شخص عبر حدود سبتة ومليلية المحتلتين".
وشهدت العلاقة بين المغرب وإسبانيا أزمة على خلفية استضافة مدريد بين أواخر شهر أبريل ومطلع يونيو 2021، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي بهوية مزيفة بدعوى تلقي العلاج من كورونا، بالرغم من أنه متهم بارتكاب "جرائم حرب".