يعتبر الكثير من متابعي العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، بكونها قد لا تعود على المدى القريب إلى أفضل حالاتها المعهودة السابقة، رغم رسائل الود المتبادلة بين سلطات البلدين، إذ على المستوى الدبلوماسي تحاول مدريد تحريك عجلة الأزمة من مياهها الراكدة، في وقت تربط الرباط مفتاح الحل بموافقة مدريد على مقترح الحكم الذاتي والكف عن مبادرات تعيق حشد الدعم له، إذ كانت أول دولة عارضت علانية اعتراف ترامب بمغربية الصحراء. واعتبرت "أتلايار" الإسبانية، السبت، أن إقدام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على خطوة لقاء إبراهيم غالي،، خلال القمة الأوروبية الأفريقية الأخيرة في بروكسيل، أثارت غضب الرباط، مشيرة أن بقية القادة الأوروبيين "نفوا أي تقارب"، مع زعيم جبهة البوليساريو.
وحسب "أتلايار"، فإنه في إطار قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ، كان رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز ، الوحيد من بين القادة الدوليين الذين حافظوا على تقارب مع زعيم جبهة البوليساريو ، إبراهيم غالي، معتبرة أن هذه الخطوة قوبلت بانزعاج شديد من المغرب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مغربية، تسائلها عن مغزى ذلك اللقاء في الوقت الذي يصدر وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألبرس، بيانات شبه يومية تأييدا لتعزيز العلاقات مع المغرب.
وأضافت "أتلايار"، أن حضور غالي للقمة الأوروبية الأفريقية الأخيرة في بروكسيل، جعل الرباط غير مرتاحة وانتقدت بشدة وجوده، مشيرة إلى أن "جميع القادة الأوروبيين نفوا أي تقارب مع إبراهيم غالي ، باستثناء رئيس الحكومة الإسبانية ، بيدرو سانشيز".
ورأت الصحيفة الإسبانية، أنه "في هذا الجانب (الرباط) لا يثقون في كلام رئيس الوزراء الإسباني ، الأمر الذي قد يؤثر بشكل مباشر على تفاقم الأزمة الدبلوماسية التي تمر بها إسبانيا والمغرب.
وفشلت المفاوضات السرية بين المغرب وإسبانيا والتي جرت على مستويات متعددة إذ يتشبث كل طرف بموقفه، حيث يطالب المغرب قبل استئناف العلاقات بين البلدين، بموقف لين من إسبانيا في نزاع الصحراء المغربية، على الأقل عدم معارضة أي مبادرة ما وسط الاتحاد الأوروبي تعطي الأفضلية للحكم الذاتي، ثم إصرار إسبانيا على تصور جديد يقوم على الحصول على ضمانات من المغرب في مجالات منها الهجرة.
ويتوقع المغرب مبادرة جدية تقدمها إسبانيا بشأن الصحراء المغربية من أجل عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها في ظل المتغيرات الجيوسياسية بالمنطقة، وذلك بالسير على خطى الإدارة الأميركية في دجنبر 2021، أو على الأقل تبني موقف قريب من وجهة نظر المغرب بخصوص قضية الصحراء، على غرار ما أقدمت عليه برلين خلال الأسابيع الماضية.