مباشرة بعد نهاية جولة ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية للمنطقة، استأنفت المحادثات السياسية بشأن الملف من خلال عقد سلسلة من اللقاءات المباشرة مع البعثات الدبلوماسية الدولية بالأممالمتحدة. وعقد ستافان دي ميستورا مباحثات مع أنجي ليندرتس سفيرة ألمانيا لدى الأممالمتحدة موضوعها الأساسي تطورات قضية الصحراء المغربية في ظل الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي للمنطقة.
وأعربت أنجي ليندرتس سفيرة ألمانيا لدى الأممالمتحدة في لقائها مع ستافان دي ميستورا، عن "دعمها لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء ستيفان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية".
هذا وينتظر أن يلتقي دي ميستورا في نيويورك، رؤساء البعثات الدبلوماسية الدولية، بهدف التباحث عن زيارته الأولى للمنطقة وخطواته المقبلة، استعدادا لإعداد التقرير الذي سيحيله الأمين العام المتحدة على أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال شهر أبريل المقبل، تاريخ انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية.
وفي السياق ذاته، أشادت"ألمانيا في رسالة وجهها رئيسها بمناسبة السنة الجديدة إلى الملك محمد السادس، بالإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادته، واعتبرت مبادرة الحكم الذاتي الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد لتسوية قضية الصحراء المغربية، كما عبرت عن "امتنانها للانخراط الفعال لصاحب الجلالة من أجل عملية السلام بليبيا".
ووجه الرئيس الألماني فرانك والتر شتينماير في الرسالة ذاتها، دعوة إلى صاحب الجلالة للقيام ب"زيارة دولة إلى ألمانيا"، من أجل "إرساء شراكة جديدة بين البلدين".
وفي يناير الماضي، أجرى ستافان دي ميستورا أول زيارة إلى المغرب، منذ تعيينه في منصبه أكتوبر الماضي، في سياق جولة بالمنطقة شملت الجزائروموريتانيا وتندوف.
ويحاول المبعوث الأممي الجديد تحريك الملف الذي دخل مرحلة من الركود منذ استقالة المبعوث السابق الألماني هورست كوهلر سنة 2019 ودخول الملف إلى منعرج حاسم مع سياسة الأمر الواقع التي يطبقها المغرب في صحرائه بمشاريع تنموية وتدشينات متتالية للقنصليات في العيون والداخلة مع اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء قلب المعادلة وأربك سياسة النظام الجزائري في الحشد الدولي لصالح البوليساريو.
وطلب مجلس الأمن في قراراته الأخيرة بشأن الصحراء المغربية، رغم رفض الجزائر، من دي ميستورا استئناف تيسير المسلسل السياسي للموائد المستديرة مع المشاركين الأربعة، وهم المغرب والجزائرموريتانيا و"البوليساريو".
والأكثر من ذلك، اعتبر مجلس الأمن الجزائر طرفا، وبالتالي حثها في قراراته الأخيرة، ومنها القرار 2602 على المشاركة في الموائد المستديرة وذكرها بالإسم خمس مرات إسوة بالمغرب.