في الوقت الذي كانت فيه مالي تستعد لاستقبال الملك محمد السادس، في زيارة رسمية للعاهل المغربي، ابتداء من أول أمس الأربعاء، كشفت تقارير إعلامية مالية أن الملك ألغى زيارته إلى الجمهورية، لأسباب مجهولة. وكان الملك قد وصل أمس الخميس إلى غينيا كوناكري، المحطة الثالثة في الجولة الإفريقية التي قادته إلى كل من غانا وزامبيا.
"مرحبا بملك المغرب" عبارة زيّنت شارع محمد السادس بباماكو، قبل أن تختفي يوم الإثنين الماضي، بعدما توصلت السلطات المالية بطلب من نظيرتها المغرب لتأجيل الزيارة إلى وقت لاحق، وفق ما أعلنته الرئاسة المالية على صفحتها الرسمية بتويتر.
إذاعة فرنسا الدولية "RFI" تساءلت عن السبب الذي دفع الملك إلى إلغاء هذه الزيارة، حيث أكدت أن فرضية إصابة الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا بوعكة صحية، ما جعل محمد السادس "يؤجل" زيارته إلى حين تعافيه، تظل مستبعدة، إذ أن كيتا ترأس أول أمس الأربعاء مجلسا وزاريا، كما استقبل، قبلها بيوم، دبلوماسيا أمريكيا في القصر الرئاسي، الشيء الذي يدحض هذه الرواية، التي تناولتها وسائل إعلام على نطاق واسع.
بيد أن الفرضية التي تطرح نفسها بقوة، وفق ذات المصدر، هي "النشاط الجزائري في مالي"، إذ مارس اللوبي الجزائري ضغطا كبيرا على الرئيس المالي، عشية هذه الزيارة، لإلغائها.
وأشار مصدر دبلوماسي مالي، في تصريح نقلته الإذاعة الفرنسية، إلى أن "العلاقات بين المغرب ومالي جيدة وأن البلدين يرغبان في تعزيزها".
وبينما كان ينتظر أن يقوم الملك بتدشين "مصحة محمد السادس للرعاية ما قبل وبعد الولادة" بباماكو، خلال زيارته، أرسل العاهل المغربي، أمس الخميس، وفدا، يتكون من منير الماجدي، مدير السكرتارية الخاصة للملك والبروفيسور عبد العزيز الماعوني ومصطفى التراب، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، من أجل تدشين هذه المصحة.
وكان الوفد المغربي مرفوقا بالوزير الأول المالي، موديبو كييتا، خلال تدشين هذه المصحة، التي ستستفيد منها ساكنة مالي، والتي أنجزتها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة على مساحة إجمالية تبلغ خمس هكتارات (هبة من دولة مالي)، منها 7270 متر مربع مشيدة .
جدير بالذكر أن آخر زيارة للجالس على العرش إلى مالي، تعود إلى شهر فبراير من 2014، توّجت بتوقيع 17 اتفاقية شراكة في مجالات مختلفة.