عادت العلاقات المغربية الألمانية إلى الواجهة من جديد، لتلوح في الأفق بوادر انفراج في الأزمة التي بدأت في مارس الماضي، بعدما ألقت برلين حجراً في البركة الراكدة بمقال نشر على موقع وزارة خارجية، والذي أعطى مؤشرات على تغيير في لهجة برلين تجاه الرباط، بداية من إشادتها بدور المغرب من الأزمة الليبية، بعد استبعاده من مؤتمر برلين في السابق، وموقفها من قضية الصحراء، بدعمها جهود المغرب لحل عادل ودائم للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية. ولم تدع جبهة "البوليساريو"، التقارب المغربي الألماني، يمر مرور الكرام، دون أن تعلق على إعلان الحكومة الألمانية الجديدة برئاسة أولاف شولتز دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وجاء على لسان عضوة جبهة "البوليساريو"، نجاة حندي، "أن الحكومة الفدرالية الألمانية تطرقت في تحديث لموقفها على موقعها على الأنترنت، إلى العلاقات الألمانية الاوروبية وكذا علاقاتها مع العديد من الدول على غرار المغرب، معتبرة أن "النص الأصلي المنشور على موقع الوزارة جاء فيه أن "ألمانيا تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومقبول من الجميع على أساس القرار 2602 (2021) لمجلس الأمن الأممي".
واعتبرت حندي، أن "ألمانيا لم تتحدث في أي وقت من الأوقات عن دعمها لمشروع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية"، فهم أشاروا فقط الى أن المغرب قدم مساهمته في اطار اتفاق السلام في المنطقة، حسب تعبيرها.
واعتبرت عضوة الوليساريو، أنه "لم يرد في بيان الحكومة كلمة دعم للمشروع المغربي الذي لم يكن أساس خطة التسوية الأممية-الإفريقية والإتفاق الذي قبله الطرفان والأممالمتحدة وصادق عليه مجلس الأمن…". وفي ألمانيا، تحظى جبهة البوليساريو بدعم نواب من حزب Die Linke (يسار) وتحالف 90/ الخضر. ففي شهر مارس الماضي قدمت المجموعتان مشاريع قوانين معادية للوحدة الترابية للمملكة، غير أن لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) رفضت تمريرها.
يذكر أن وزارة الخارجية الألمانية حدّثت صفحة موقفها بشأن المغرب على موقعها الإلكتروني، بالتزامن مع تولي الحكومة الألمانية الجديدة مهامها، وأكدت في التحديث أن "المملكة المغربية تعتبر حلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب على الصعيدين السياسي والثقافي والاقتصادي، فهي شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا، كما أن علاقات دبلوماسية تربط بين ألمانيا والمغرب منذ 1956″.
وأضافت خارجية برلين أنه"خلال العقد الماضي، أطلق المغرب إصلاحات واسعة النطاق، وتلعب البلاد دوراً مهماً في الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، ويتجلى في عدة مبادرات ليس آخرها التزامه الدبلوماسي بعملية السلام الليبية، كما أن الأممالمتحدة تعمل تحت إشراف المبعوث الشخصي المعين حديثاً للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لإيجاد حل لمسألة الصحراء الغربية، فموقف الحكومة الألمانية ظل منذ عقود من الزمن، دون أي تغيير، برلين من جهتها تدعم المبعوث الشخصي في سعيه لتحقيق نتيجة سياسية عادلة ودائمة ومقبولة من الطرفين على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2602 في 2021، ومن خلال مخطط الحكم الذاتي، قدم المغرب مساهمة مهمة لمثل هذا الاتفاق".