قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، إن تشجيع الشباب على ريادة الأعمال وخلق المقاولة في العالم القروي من الأهداف الرئيسية التي تشتغل عليها الوزارة، مؤكدا أن الوزارة تسعى لتقديم عرض متكامل يسهل ولوج شباب العالم القروي للتمويل ومواكبته في خلق المشاريع والمقاولات. وسجل صديقي في المناظرة التي نظمتها مجموعة القرض الفلاحي حول "تشجيع الشباب على الاستثمار والمقاولة في المجال الفلاحي والقروي"، اليوم الإثنين، بالرباط، أن "تشغيل شباب العالم القروي محور جد مهم في استراتيجية المغرب الأخضر الرامية إلى خلق طبقة فلاحية وسطى".
وأضاف صديقي أن الوزارة تعمل على تشكيل "عرض متكامل يسهل الولوج للتمويل والمشاريع وسيكون فيه تبسيط المساطر للولوج إلى التمويل والتأطير والمواكبة في المجال التقني والمهني".
وسجل المسؤول الحكومي أن مجموعة القرض الفلاحي باعتبارها شريكا لوزارة الفلاحة ستحدث "دار المستثمر القروي وستكون مراكز لتتبع مشاريع الشباب بالنسبة لريادة الأعمال والاستثمار في القطاع الفلاحي والعالم القروي وتثمين الإنتاج".
وشدد وزير الفلاحة على أن البرنامج يتوخى تسهيل على المستثمرين الشباب بالعالم القروي معرفة "جميع العروض المتوفرة وإمكانية الاستفادة منها"، كما اعتبر أن المبادرة ستكون "رائدة في تنزيل هذا العرض وإزالة العقبة الرئيسية أمام الشباب في العالم القروي في المواكبة والولوج إلى التمويل".
وأشار صديقي إلى أن غالبية الشباب في العالم القروي "يجهل في غالب الأحيان وجود آليات المواكبة"، مؤكدا أن الوزارة عمدت على إحداث المركز الجهوي للفلاحين المقاولين الشباب، حيث أكد في المرحلة الأولى أنه سيتم "إنشاء هذا الجيل الجديد من المراكز على مستوى 6 جهات لتسهيل المساطر وتبسيطها للمقاولين الشباب في العالم القروي والفلاحي".
من جهته، قال طارق السجلماسي، رئيس مجموعة القرض الفلاحي بالمغرب، إن المؤسسة تطرح مبادرتها لمواكبة النموذج التنموي الجديد، الذي ينص على ضرورة خلق "طبقة متوسطة وفرص الشغل في العالم القروي وخلق مقاولات صغرى ومتوسطة في العالم القروي".
وشدد السلجماسي على أن أهم شيء في هذا الملف هو توفير "المواكبة" لحاملي المشاريع بالعالم القروي، مؤكدا أن عددا من التجارب والمشاريع التي تم اعتمادها في هذا المجال فشلت بسبب غياب المواكبة اللازمة للمستثمرين.
وأشار المسؤول البنكي بأن المشكل اليوم ليس ماديا، مبرزا أن "الأموال موجودة والإرادة موجودة لينجح الشاب المقاول، لكن الأهم هو أن نشتغل يدا في يد ومن أولوياتنا النجاح الفعلي للشباب الذي يرغب في خلق مقاولة في العالم القروي، والمهم هو أن نخلق فرص الشغل واستثمارات تدوم لسنوات طويلة".
وشهد اليوم الدراسي تقديم عدد من المداخلات المتخصصة في مجال التنمية وتدبير المشاريع والمقاولات الصغرى في المجال الفلاحي بالعالم القروي، وكيفية إنجاح المشاريع التي من شأنها إحداث فرص شغل وتحسين دخل الأسر من أجل خلق طبقة وسطى قوية في العالم القروي.
كما تم في اليوم الدراسي، عرض العديد من التجارب والمشاريع الناجحة في العالم القروي، والتي جرى مواكبتها من قبل وزارة الفلاحة على المستوى الجهوي والإقليمي، والتي استفاد أصحابها من التمويلات التي تمنحها عدد من المشاريع التي تدعمها الدولة، كبرنامج انطلاقة.