عُيّنت نزهة علوي محمدي، سفيرة المغرب لدى إثيوبيا، ممثلة للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي، حيث تحظى نزهة بسجل حافل في الدبلوماسية المغربية بالقارة السمراء. المملكة المغربية عادت في 30 يناير 2017، رسمياً، من جديد لأحضان الاتحاد الإفريقي بعد غياب دام 33 سنة متواصلة. ولم يكن لمشروع عودة المغرب أن يرى النور، لولا جهود الدبلوماسيين المغاربة، أو كما لُقبوا ب"جنود الخفاء"، ولعل أبرزهم: فؤاد عالي المهة مستشار الملك محمد السادس؛ وناصر بوريطة الوزير المنتدب لدى الخارجية، ووزير الخارجية صلاح الدين مزوار، والمستشار الملكي الآخر الطيب الفاسي الفهري، وفق ما ذكرت صحيفة Jeune Afrique الفرنسية.
أما الآن، فقد حان دور سفيرة المملكة لدى أديس أبابا، نزهة علوي محمدي، لحمل المشعل وتمثيل المغرب في الاتحاد الإفريقي، والتي عرفت بتجاربها الدبلوماسية العريقة، عندما مثلت المملكة في عدة دول إفريقية. سيدة مقربة من الطيب الفاسي الفهري وُلدت نزهة علوي محمدي في سنة 1967 بالعاصمة المغربية، الرباط، وترعرعت وسط عائلة معروفة في المغرب. بعد ذلك، درست نزهة علوي بالمعهد الفرنسي"ديكارت"، ثم تحولت إلى المدرسة الوطنية للإدارة العامة وحصلت على الإجازة في سنة 1988. وبعد مرور سنة فقط على تخرجها، عُينت نزهة علوي في وزارة الشؤون الخارجية، التي كان يتولاها في ذلك الوقت الوزير عبد اللطيف الفيلالي بعهد العاهل الحسن الثاني. وفي الأثناء، تَولت نزهة علوي منصباً هاماً في قسم العلاقات المغربية مع الاتحاد الأوروبي، حيث كان يرأس هذا القسم التابع لوزارة الشؤون الخارجية، الدبلوماسي المحنك، الطيب الفاسي الفهري. وحسبما ورد على لسان إحدى زميلات نزهة علوي في الوزارة، فقد "تقلدت عدة مناصب دبلوماسية تحت إشراف الطيب الفاسي الفهري، حيث شغلت منصب وزيرة، ومن ثم أصبحت مستشارة بالقصر الملكي. ونجحت في أن تؤسس علاقات هامة مَكنتها فيما بعد من التألق في مسيرتها العملية". وأشارت زميلة نزهة إلى أنها كانت جديةً ومُتقِنةً لعملها ولا تتردد أبداً في إبداء رأيها في أي موضوع دبلوماسي.
أولى مهماتها كانت في القارة العجوز وفي سنة 1993، تولت نزهة علوي منصب المستشارة الاقتصادية لسفير المغرب في روما، حيث أشرفت هناك بنفسها على ملفات التعاون بين كل من المملكة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي. وإثر ذلك، تحولت إلى بروكسل، مُحافظةً على منصبها كمستشارة اقتصادية، قبل أن تعود مرة أخرى إلى أسوار وزارة الشؤون الخارجية المغربية. وخلال سنة 2009، شغلت نزهة علوي مركز رئيس قسم التعاون الثنائي بين المملكة والقارة السمراء. وفي إطار منصبها الجديد، انضمت نزهة علوي إلى ركب المجموعة الملكية المختصة في بناء سياسة مغربية جديدة تجاه القارة الإفريقية؛ حتى تكون أكثر تأثيراً. وضمت هذه المجموعة شخصيات سياسية مغربية مرموقة؛ من بينهم: المدير السابق لقسم العلاقات مع إفريقيا عبد اللطيف بن دهان، بالإضافة إلى السفير الحالي للمملكة لدى نيجيريا موحا أو علي تاكما. وفي مطلع سنة 2013، سميت نزهة علوي سفيرة للمغرب لدى غانا، وكانت تشرف في الوقت نفسه على العلاقات الخارجية للمملكة مع كل من دولتي بنين وتوغو. وخلال عملها في العاصمة الغانية (أكرا)، نجحت في بناء شبكة علاقات قوية مع عدة دول إفريقية، ما ساهم في توليها منصب سفيرة المملكة المغربية لدى كل من دولتي إثيوبيا وجيبوتي خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. دبلوماسية وباحثة في الوقت ذاته في الواقع، عُرف عن نزهة علوي محمدي، المتزوجة برجل غاني الجنسية، أنها تعمل باحثة، فضلاً عن عملها سفيرة؛ إذ ما زالت تعمل ضمن فريق الباحثين التابع للمعهد العالي للتدبير في المدرسة الوطنية العليا للإدارة بالرباط. وبالإضافة إلى ذلك، تتعاون علوي مع المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية. علاوة على ذلك، تحمل الباحثة نزهة، رصيداً زاخراً من الأعمال الأكاديمية في مجال البحوث، التابع لبرنامج "المستقبل الأطلسي"، الذي يهدف إلى ضم المغرب والقارة الإفريقية إلى منطقة الأطلسي. وذكرت إحدى المقربات من نزهة علوي أنها، "تعرف كيف توازن بين عملها في السلك الدبلوماسي ووظيفتها في مجال البحوث". وها هي نزهة علوي تتوج مسيرتها الحافلة من خلال توليها لمنصب ممثلة المملكة المغربية في الإتحاد الأفريقي، حيث ستتحمل مسؤولية عودة المغرب بقوة على الساحة الإقليمية الأفريقية.