بعد تعيين حكومة عزيز أخنوش كان أكثر ما يلفت الانتباه في تشكيلتها هو قلة الوجوه القيادية بأحزاب التحالف الثلاثي التي تنتج خطابا سياسيا، وهيمنة البعد التقني على تركيبة أعضائها، بالنظر إلى غيابهم عن المعترك السياسي. وباستثناء الأصالة والمعاصرة الذي قدم قيادات من صفه الأول، وهم فضلا عن أمينه العام عبد اللطيف وهبي كل من فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب، والمهدي بنسعيد عضو المكتب السياسي، فإن حزب الاستقلال قدم –باستثناء أمينه العام- أسماء غير قيادية ولا يعرفها الاستقلاليون، وهم الثلاثي محمد عبد الجليل وعواطف حبار ورياض مزور.
فيما لم يحضر من جانب قيادات التجمع الوطني للأحرار المعروفين في الساحة السياسية سوى مصطفى بايتاس الذي سيتولى مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة، وسيكون على عاتقه مهمة تقديم مواقف الحكومة السياسية.
ومما يكرس التوجه التقني للحكومة الجديدة، والذي أعزاه مصدر مقرب من رئيسها إلى طبيعة المرحلة التي تقتضي العمل أكثر من القول، ظهور اسم شكيب بنموسى وزير الداخلية الأسبق وسفير المملكة في باريس ورئيس لجنة النموذج التنموي في زي حزب "الحمامة"، إلى جانب محسن الجزولي الذي سبق أن تولى حقائب مرتبطة بالخارجية، فضلا عن استوزار عضوين بلجنة النموذج التنموي باسم الأصالة والمعاصرة وهما عبد اللطيف ميراوي الذي سيتولى حقيبة التعليم العالي وليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.