كشف رئيس حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي، عن اجتماع لوزراء خارجية تونسوالجزائر ومصر قريبا، تمهيدا لعقد قمة بين رؤساء الدول الثلاث في الجزائر، من أجل تعديل اتفاق الصخيرات الموقع بالمغرب، برعاية الأممالمتحدة. وقال الغنوشي في مقابلة مع صحيفة ” الخبر” الجزائرية الصادرة اليوم السبت ” هناك اجتماع بين وزراء الخارجية الثلاثة، الجزائروتونس ومصر، متوقع أن يكون في تونس قريبا، ليمهد، إذا سارت الأمور كما هو مأمول ومنتظر، للتتويج بقمة تعقد في الجزائر بين الرؤساء الثلاثة”. واوضح الغنوشي أن مصر من مصلحتها إطفاء الحريق الليبي، وهي متضررة من الأزمة الليبية، فأن عددا من رعاياها ذبحوا في ليبيا، وعدد كبير من اليد العاملة المصرية، ما يقارب المليون، غادروا ليبيا وعادوا إلى مصر، لافتا انه لا يعتقد أن لمصر أو لأي طرف آخر مصلحة في أن تستمر الأزمة في ليبيا، عدا من يريد أن يبيع السلاح. وأضاف ” مصلحة دول الجوار العربي لليبيا في إنهاء الأزمة وعودة الاستقرار وليس العكس. أعتقد أن كافة الأطراف بدأت تقبل بحقائق الأمور، صحيح أن مصر لديها مشكلة مع الإسلاميين، ولا تريد لطرف إسلامي أن يكون طرفا في حل الأزمة الليبية، ولكن نحسب أن الجزائر نجحت في إقناع المصريين بأن أي معادلة حل في ليبيا لا ينبغي أن تقصي أحدا، والمسألة أن التجاذبات السياسية بين النظام والإسلاميين في مصر تبقى في مصر، لكل بلد منطقه وظروفه”. وأشار الغنوشي إلى أن الجزائر تلعب دورا في إقناع مصر بقبول الواقع الليبي كما هو، لما تتمتع به من ثقل وعلاقات مفتوحة مع كافة الأطراف، وبما تملكه من تجربة في علاقتها مع الإسلاميين. وكشف الغنوشي أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة طلب منه خلال لقائهما الاسبوع الماضي ان يبذل ما يستطيع من المساعي، خاصة بعلاقاته مع الإسلاميين في ليبيا، حتى يقوموا بدور إيجابي لدعم مبادرات حل الأزمة في هذا البلد وتقديم التنازلات الممكنة. كما نوه أنه نصح المبعوث الاممي الى ليبيا، مارتن كوبلر، عندما التقيا في روما الشهر الماضي، بجمع دول الجوار العربي لليبيا، الجزائروتونس ومصر، باعتبارها الدول المعنية أكثر من غيرها بالوضع الليبي والمتضرر الأكبر من الأزمة، ويمكن أن تكون المستفيد الأكبر من استقرار الوضع في هذا البلد، مشددا على المبادرة الجزائريةالتونسية والمصرية يمكن أن تمثل إطارا للحل، وتحمل آفاقا له.