على خلفية قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، دعا البرلمان العربي، المغرب والجزائر، إلى تغليب علاقات الأخوة ومصالح الشعبين الشقيقين، بعد إعلان الحكومة الجزائرية مساء الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط. وقال البرلمان العربي، في بيان عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر": "تابع البرلمان العربي بقلق بالغ تطورات العلاقات بين الجزائر والمغرب، إثر إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، داعيا كلا البلدين إلى تغليب علاقات الإخوة بينهما ومصالح شعبيهما الشقيقين، والتي تفرض ضبط النفس وتجنب التصعيد في العلاقات بين البلدين الشقيقين".
وطالب البرلمان العربي كل من المغرب والجزائر بالانخراط في حوار بناء لتهدئة التوتر ومناقشة القضايا الخلافية بينهما في إطار أخوي عربي، مؤكدا أن كلا من المغرب والجزائر قوتين رئيسيتين ومؤثرين في المنظومة العربية والاقليمية، ويتحملان مسؤولية كبيرة في تعزيز التضامن العربي ونبذ الخلافات والفرقة.
كما أكد البرلمان العربي ثقته التامة في حكمة قادة كلا البلدين وقدرتهما على تجاوز هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.
والثلاثاء، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في مؤتمر صحفي، إن بلاده قررت قطع العلاقات مع المغرب، بداية من الثلاثاء؛ نظرا ل"توجهات عدائية" للرباط، حسب تعبيره.
وفي 18 أكتوبر الجاري، قالت الرئاسة الجزائرية في بيان، إن ما سمتها "الأفعال العدائية المتواصلة" من طرف المغرب تتطلب إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية، حسب قوله.
وما هي إلا ساعات حتى أعرب المغرب عن "أسفه لهذا القرار غير المبر ر تماما ".
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، مساء الثلاثاء، أن المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من الثلاثاء.
وأوضحت الوزارة ، في بلاغ ، أن المغرب إذ يعرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما ولكنه متوقع ، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة ، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري ، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها .
من جانبها ، يضيف البلاغ، ستظل المملكة المغربية شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل ،بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة .
وكان الملك محمد السادس دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطاب نهاية يوليوز إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سويا ، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، مجددا أيضا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.
وبعد ذلك بأيام عرض المغرب مساعدة الجزائر لإطفاء الحرائق التي أتت على عدة غابات في البلد مخلفة عشرات القتلى"، لكن العرض المغربي ظل دون أي رد من الجانب الجزائري.