توصل الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، بمناسبة عيد الشباب، وأعرب العاهل الإسباني، في هذه البرقية للملك، عن تهانيه الحارة. وتأتي التهنئة بعد الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس أمس الجمعة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، وخصص حيزا مهما منه للأزمة السياسية مع اسبانيا. ومما جاء في برقية ملك إسبانيا "وإن الملكة لتشاطرني التعبير عن أصدق التمنيات بمناسبة عيد ميلادكم، برفقة عائلتكم الكريمة"، وحسب ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء فقد اغتنم الملك فيليبي السادس، هذه المناسبة، ليجدد للملك تقديره الشخصي.
وخطاب ثورة الملك والشعب، أكد الملك محمد السادس أن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها، بيدرو سانشيث، من أجل تدشين "مرحلة جديدة وغير مسبوقة"، في العلاقات بين البلدين الجارين.
وأوضح الملك، أن هذه العلاقات يجب أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، وشدد أن المغرب يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، مضيفا جلالته أنه هو نفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم "في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا".
وفي هذا السياق، أشار إلى أنه " صحيح أن هذه العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها "، مبرزا أن المغرب اشتغل، مع ذلك، مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية.
وتابع قائلا "فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين".
وأوضح الملك، الذي تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات، أنه "لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات".
وعلاوة على ذلك، قال الملك "وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بين المغرب وفرنسا"، موضحا جلالته أن هذه العلاقات تتسم بروابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل التي تجمع جلالة الملك بالرئيس الفرنسي، فخامة السيد إيمانويل ماكرون.