يترقب الشعب الغامبي وكذا الدول المجاورة له الحكم الذي سيتمخض عن المحكمة العليا الغامبية اليوم الثلاثاء، بشأن الطعن الذي تقدم به الرئيس المنتهية ولايته يحي جامع، في الانتخابات الرئاسية التي جرت ديسمبر الماضي، وفاز فيها مرشح المعارضة، آدم بارو، وسط تواصل الضغوط الداخلية والخارجية لدفع جامع لتقبل الهزيمة والتراجع عن موقفه وتسليم السلطة. وتنظر المحكمة التي تتشكل من قضاء أجانب، فيما وصفه جامع الذي يتولى الحكم منذ 1994 ،بأنه "تلاعب وتزوير" عرفته الانتخابات الرئاسية الاخيرة والتي كانت النتيجة فيها لصالح بارو، وكذا مطالبته بإعادة الانتخابات الرئاسية تحت إشراف لجنة مستقلة، معتبرا هذا الغجراء "الحل الوحيد" للأزمة السياسية التي دخل فيها البلد.
وتأتي جلسة المحكمة العليا في وقت تواصل فيه المعارضة دعوة جماهيرها لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب آدم بارو، المزمع تنظيمها يوم 19 يناير الجاري.
وكانت لجنة الانتخابت في غامبيا قد إعترفت من قبل، بوجود أخطاء في نتائج الإنتخابات وخصوصا في ولاية "باسي" لكنها قالت أن هذه الأخطاء لا تأثير لها على النتيجة النهائية للإنتخابات.
وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد طالب الرئيس يحي جامع بالتنحي عن منصبه.
-- إنشقاقات بنظام جامع --
بعد إستقالة وزيرة الخارجية الغامبية، نيني ماكدوال جاي، في ديسمبر الماضي، أعلن وزير الإعلام في البلاد تخليه عن منصبه احتجاجا على الاوضاع التي آلت إليها البلاد جراء أزمة الإنتخابات وسط دعوات من قبل خصوم جامع لكي تشجع استقالة الوزيران على المزيد من الإنشقاقات في صفوف حلفاء الرئيس، الذين يسيطرون على الجيش وغيره من مؤسسات الدولة.
و أعلن وزير الإعلام شريف بوغانغ ، يوم امس الاثنين،أنه ترك منصبه، ليصبح بذلك أكبر مسؤول حكومي ينشق منذ رفض جامع الرضوخ لنتيجة الانتخابات، التي نصرت زعيم المعارضة أداما بارو بهامش بسيط.
وقال بوغانغ، الاثنين، إن مثل هذه الجهود "محاولة لتخريب إرادة الناخبين في غامبيا"، وحث آخرين على الإنضمام له.
وأضاف الوزير الذي سافر إلى السنغال المجاورة "قررت غامبيا ويجب علينا قبول وإحترام هذا القرار".
وقد فر الكثير من المسؤولين ورجال الأعمال من جامبيا خوفا من حملة قمع يشنها جامع الذي تولى السلطة عقب انقلاب عام 1994 والذي تتهمه جماعات معنية بحقوق الإنسان بسجن وقتل منتقديه.
-- قادة الدول الإفريقية يضغطون على جامع لتسليم السلطة--
تمارس دول غرب إفريقيا في الآونة الاخيرة المزيد من الضغوط على الرئيس جامع، للامتثال الى القوانين الداخلية، حيث أعلن وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما اليوم الاثنين، أن رؤساء نيجيريا وسيراليون وليبريا، قرروا زيارة الرئيس الغامبي يحيى جامع الأربعاء المقبل للضغط عليه لتسليم السلطة.
ويعقد زعماء غرب أفريقيا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس) محادثات في العاصمة النيجيرية أبوجا، منذ يوم أمس، بشأن امتناع يحي جامي تسليم السلطة للرئيس المنتخب آداما بارو.
وكانت رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيرليف، قد أكدت من قبل إن قادة (ايكواس) ما زالوا يسعون للوساطة لضمان إنتقال سلمي للسلطة في غامبيا، وشددت بعد إجتماع بين قادة مجموعة (إيكواس) في أكرا عاصمة غانا، على إلتزام قادة ايكواس بوساطة سلمية للسلطة في غامبيا مشيرة إلى أنهم يواصلون السعي لذلك في الفترة الحالية.
وقالت أن "المجموعة الاقتصادية مهتمة بما يجري في غامبيا وأن الرئيس النيجيري محمدو بخاري لا يزال يقود جهود الوساطة" داعية الغامبيين إلى "تغليب مصلحة الوطن".
وكان من جهته، رئيس مفوضية الايكواس مارسيل آلان دي سوزا، قد أعلن عن إحتمال إيافد قوات عسكرية لغامبيا في حال رفض الرئيس يحيي جامع ترك السلطة شهر يناير الجاري.
وقال دي سوزا في تصريحات صحفية من قبل "إنه تم إختيار السنغال لتقود العمليات في غامبيا لتحقيق رغبة الشعب الغامبي إذا لزم الأمر".
وأضاف دي سوزا، أن الرئيس جامع لديه مهلة حتى ال 19 من يناير الحالي لتطبيق ما تم التوصل إليه مع الوسطاء، محذرا أنه "إذا لم يرحل فستكون قواتنا على أهبة الاستعداد للتدخل لتحقيق رغبة الشعب الغامبي".