جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية، التأكيد على أنه ليس هناك "أي تغيير" في موقفها بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء . وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي، أن "هذا سيظل موقف إدارة" الرئيس جو بايدن مضيفا، أنه "ليس هناك تغيير" حول هذه القضية، وذلك في استمرار واضح لموقف الولاياتالمتحدة بشأن موضوع السيادة الكاملة والتامة للمغرب على صحرائه .
ومن خلال إعلان رئاسي، وقع في 10 دجنبر الماضي، أقرت الولاياتالمتحدة باعترافها الرسمي بسيادة المملكة الكاملة والتامة على الصحراء .
وتم توزيع نص الإعلان بعد ذلك على الدول ال193 الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة، كوثيقة رسمية لمجلس الأمن. وفي الرسالة التي بعثت بهذه المناسبة إلى رئيس مجلس الأمن، وأرسلت نسخة منها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ذكرت الولاياتالمتحدة بأن المقترح المغربي للحكم الذاتي هو "الأساس الوحيد لحل عادل ودائم" للنزاع حول الصحراء.
وتزامنا مع هذه التصريحات، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي حول "الاتجار بالبشر لسنة 2021′′؛ وهو التقرير الذي أدرج الأقاليم الجنوبية ضمن سيادة المملكة، كما توضح ذلك خريطة المغرب الكاملة المتضمنة ضمن التقرير.
في هذا الإطار قال حسن بلوان الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية في تصريح ل"الأيام24″، أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، عقد مع نظيره الامريكي لقاء مباشرا في روما على هامش المؤتمر الدولي حول الارهاب.
وأضاف أن هذا اللقاء، كان مناسبة شدد فيها الطرفان على أهمية العلاقات الاستراتيجية بينهما والشراكة والتعاون الصلب بين البلدين. وقد تلا هذا اللقاء تصريح لوزير الخارجية الامريكي بلينكن عبر تويتر حول أهمية العلاقات مع المغرب دون الاشارة الى مسالة الصحراء المغربية، مما أثار شكوك وتكهنات خصوم المغرب حول تراجع الادارة الامريكية عن موقف الاعتراف بقضية الصحراء.
لكن، يوضح المحلل السياسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس قطع الشك باليقين عندما تحدث صراحة بأن لا تغير في الموقف الامريكي من الاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء، وأضاف أن ذلك سيبقى موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأكد بلوان، أن هذا التصريح لم يكن المؤشر الوحيد على استمرار الموقف الامريكي بشأن قضية الصحراء المغربية، فقد سبقه تصريح وزير الخارجية الامريكي أثناء لقائه مع نظيره المغربي أواخر ابريل الماضي والذي أكد فيه على أنه لا نية للإدارة الجديدة في تغيير موقف الإدارة السابقة، مشددا على أهمية العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدةالامريكية.
وعموما، يضيف الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية، يمكن أن نرصد مؤشرات قوية للتقارب المغربي الامريكي تصب في استمرار موقف الولاياتالمتحدةالامريكية الايجابي من قضية الصحراء المغربية:
– تثمين الولاياتالمتحدةالامريكية اتفاقيات ابراهام والسعي لاستثمارها في حل سياسي للقضية الفلسطينية، مما يجعل من الصعب التراجع عن الاتفاق الثلاثي الذي تمخض عنه الاعتراف الامريكي بالسيادة المغربية على الصحراء في العاشر من دجنبر 2020. – التصريحات الأمريكية على مستويات عليا تسير في نفس الاتجاه من خلال الاشادة بالمغرب كشريك موثوق ويعول عليه في منطقة اقليمية مليئة بالتوترات، خاصة مع بداية سحب القوات الامريكية من أكثر من بلد والتعويل على حلفاء اقليميين مثل المغرب. – مشاركة الولاياتالمتحدةالامريكية في مناورات عسكرية جوية وبحرية معقدة شمال وجنوب المغرب منذ مارس الماضي، وتوجت بمناورات الأسد الافريقي الضخمة والتي شملت لأول مرة منطقة المحبس كإشارة مهمة لاستمرار الموقف الامريكي الداعم لمغربية الصحراء.
وخلص المتحدث بالقول، أنه بالرغم من هذه الإشارات لابد من بذل المزيد من الجهود لاختراق المربعات الضيقة للإدارة الامريكيةالجديدة التي لها اهتمامات دولية اخرى متزايدة، كما انها تولي أهمية بالغة لمسألة حقوق الانسان وحرية الصحافة التي طالما أشاد بها المسؤولون الامريكيون في المغرب.