يروي المحارب الموريتاني أحمد ولد شيخ لعبيد معارك الكر والفر بمنطقة الكويرة المغربية التي يسيطر عليها الجيش الموريتاني، وحرب العصابات التي خاضها الجيش الموريتاني ضد "البوليساريو"، و كأنه يسرد قصة وقعت اليوم أو بالأمس. أسعفته ذاكرته بتفاصيل دقيقة لكل ما جرى في معركة حصار الكويرة من طرف جنود الجبهة، حيث ذكر تضاريس شبه الجزيرة التي تقع على حافة المحيط ولا توجد بها إلا الاراضي التي لا تتوفر على أشجار أو جبال للتغطية، والاحتماء من نيران العدو، حيث أنهم يهاجمون وهم مكشوفون تماما للعدو يقول في سرده للمعركة: ".. لم نكن نمتلك من السلاح إلا PM russ يحمل 70 طلقة، إضافة إلى أسلحة PM Francais ورشاش AA52. كانت الكويرة تتعرض لقصف مدفعي بري وبحري وجوي من طرف "البوليساريو"، كان الجو باردا وضبابيا لا يمكننا أن نرى جيدا، كنا نهاجم من ناحية البحر وأنا أنذاك دركي درجة أولى بقيادة الملازم ولد المختار أمبارك، عند بداية الهجوم تعرض جنديان للإصابة من طرف العدو وسقطا في البحر، ظل صوت أحدهم وهو يصرخ ويذكر الله لمدة دقائق ثم اختفى.
لا نستطيع التوقف طبعا، تابعنا الهجوم تحولت تحت قيادة الملازم المعلوم ولد إعلي حاصرنا لكويرة قرابة العشرين يوما كنت مرة أصنع الشاي طبعا قمت بحفر خندق طويل وأخذت لصنع الشاي حاويات تون صنعت منهما كؤوس وإبريق، صببت كأسا لي وآخر لصديقي قلت له خذ كأسا لم يجبني عندما قلبته وجدت أنه أصيب بطلق ناري في الرقبة ومات على الفور تعرضنا لهجوم وقد أسر منا إثنين، في الصباح هاجمنا قتلنا الكثير من العدو دخلنا لكويرة .
في معركة أخرى تعرض زميل لي للإصابة قمت بجره كان ثقيلا وعندما وضعته خلف (كربة ) أعطيته pM russ كانت بحوزتي، لأنه كان ثقيلا وأخذت مدفعه تفاجأت بساقي ثقيلة نظرت إليها فإذا بي قد تعرضت لإصابة في فخذي.
تبقى الإشارة إلى أن منطقة الكورية في أقصى جنوب المغرب و مند سنة 1979 كانت مجرد قرية صيد صغيرة تحت سيطرة الجيش المغربي، وفي سنة 1989 استجاب الملك الراحل الحسن الثاني لتوسلات الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وانسحب الجيش المغربي من المنطقة لتسيطر عليها موريتانيا، بحكم أن المنطقة متنازع عليها وتشهد بين الفينة و الأخرى مناوشات بين المغرب و "البوليساريو"، وكانت موريتانيا ترغب في السيطرة عليها وتأمينها بحكم قربها لمدينة نواديبو الموريتانية التي تضم ميناءا كبيرا للصادرات الموريتانية، وهو المتنفس الاقتصادي للبلاد.