بعد المشاهد غير المسبوقة للأفواج البشرية التي عبرت من الفنيدق إلى سبتة سباحة، قدّر عددها بأزيد من 5 آلاف شخص قبل أن تصل إليها في الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين، يطلّ تساؤلا ملحّا يبحث عن إجابة شافية في هذا الخصوص تدور دائرته حول من يتحمل المسؤولية في هذا الإطار. توجهنا بسؤالنا إلى محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان الذي أوضح في تصريحه ل "الأيام 24" أنّ المسؤولية تتحمّلها بالدرجة الأولى السلطات المغربية، مفسّرا سبب توجيهه لأصابع اللوم إلى هذه الأخيرة بكونها تضغط بمدنيين في صراع سياسي على حد تعبيره.
وزاد بالقول إنّ العملية مقصودة تدخل في إطار الصراع السياسي والشد والجذب بين الطرفين لا يمكن تغييبه في إحالة على موضوع رئيس جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.
واعتبر في المقابل أنّ ما جرى يعدّ لا محالة رسالة واضحة وصريحة موجهة من المغرب إلى إسبانيا وتحمل بين طياتها سيفا ذو حدّين، كما أنها وسيلة ضغط على الجارة الإسبانية، يردف قائلا.
ولم يخف وجود رأس مدبّر وراء الهجرة الجماعية من الفنيدق إلى سبتة، وهو يستحضر وجود قوانين تنظيمية تسبق أي تحرك أو عمل، مضيفا إنّ نزوح المهاجرين أمام العلن والذي وُصف بالكارثي، يترجم لا محالة درجة الإختلال في هذا الجانب بعدما وصل ما مجموعه ألف و500 قاصر إلى الثغر المحتل إضافة إلى أعداد هائلة من الراشدين بمن فيهم شابات ونساء ورجال.
وأشار إلى أنّ الهروب بشكل جماعي نحو سبتة يمكن تفسيره من جانب آخر بوجود خلل في توزيع الثروات الإقتصادية فضلا عن اختلالات ترتبط بما هو اجتماعي، مبرزا أنّ منطقة الفنيدق ولحد الآن لا زالت تعرف توافد العديد من الراغبين في الهجرة إلى الضفة الأخرى.
وتقاسم ما عاينه أمس الإثنين بعد زيارته لمكان تنفيذ الهروب الجماعي بعدما ظل هناك من الساعة السادسة مساء إلى حدود الحادية عشر ليلا قبل أن ترصد عيناه إعادة وضع السلطات المغربية للحواجز الأمنية ومنع زحف تدفق المهاجرين في ساعة بعينها وهي الحادية عشر ليلا بعد حلول رجال الأمن والقوات المساعدة بشكل مكثف.
وأكد في المقابل أنّه وقبل الحادية عشر ليلا، وقف عند وجود عناصر أمنية قليلة، كانت تسمح وبشكل عادي بمرور شباب مغاربة ممن قصدوا المنطقة ليس فقط من الفنيدق وإنما من مدن متفرقة، من بينها الدارالبيضاء والرباط وتطوان وطنجة والشاون إضافة إلى مهاجرين من دول جنوب الصحراء، يشرح موضحا.