نجح أزيد من 70 مهاجرا مغربيا في الوصول إلى سواحل سبتة في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، من بينهم أطفال صغار وقاصرين وراشدين وكذا نساء، فضلا عن أسرتين مكونة من والدين وأبناء، وهو الأمر الذي جرى توثيقه بالصوت والصورة عبر فيديو بثّ على قناة "إل فارو تيفي" الإسبانية وتضمّن مشاهد لامرأة مرتدية الجلباب التقليدي وأطفال وقاصرين، بلغوا سبتة هذا اليوم. الهجرة الجماعية من سواحل الفنيدق من طرف أكثر من 70 مهاجرا مغربيا، وهو أكبر عدد يصل سباحة إلى سبتةالمحتلة منذ بداية الجائحة، فسّره محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان في تصريحه ل "الأيام 24" بتصاعد موجة الهجرة نحو الضفة الأخرى في هذه الظرفية بقوله إنّ موسم الهجرة يبدأ وينشط في شهري أبريل وماي ويستمر إلى غاية شهر شتنبر.
وأشار إلى أنّ مجموعة من العوامل فتحت الباب على مصراعيه أمام هؤلاء للهجرة، من بينها تحسن الأحوال الجوية وعدم قدرة السلطات على مراقبة السواحل، إضافة إلى معطى آخر يتمثل وعلى حد تعبيره في كون الطرق معبّدة فضلا عن عوامل أخرى.
وفي سؤالنا عن توجيه أصابع الإتهام للسلطات المغربية بالسماح للمهاجرين بالتسلل من شواطئ الفنيدق وأمام أعينها، أجاب بالقول إنّ ما يجري في دواليب السياسة أمر وما يدور في فلك المجتمع أمر آخر، مبرزا أنّ موجة الهجرة غير الشرعية، تعرف تصاعدا ملحوظا وبشكل تدريجي في هذه الفترة الزمنية، خاصة وأنّ العديد من الأسر تقصد البحر في فصل الصيف، ولهذا لا مناص من استعمال القوارب والزوارق.
وعرج على الأسباب الحقيقية وراء الهروب الجماعي نحو سبتة، مؤكدا أنّ الظروف الإجتماعية باتت تطوق العديد من العائلات بسبب مخلفات جائحة كورونا، خاصة بعد إغلاق معبر سبتة، الشيء الذي يفسر تنامي أعداد المهاجرين حسب تفسيره.
وأضاء دوافع أخرى للهجرة سباحة من الفنيدق إلى سبتة، من ضمنها فقدان الثقة في الحكومة والمؤسسات والمنتخبين والبحث عن قشّة أمل للتمسك بها ولو كانت وهمية من طرف قاصرين وشبّان أضحوا يرون أنّ الوصول إلى سبتة شبيه بالوصول إلى إسبانيا بسبب فيروس كورونا، يشرح موضحا.