نوه الملك محمد السادس بالعملية النوعية، التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، في منطقة الكركرات، التي انتهت بطرد عناصر "البوليساريو"، من المعبر الحدودي بين المملكة وموريتانيا، ووضع حزام أمني، من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة. وبتاريخ 13 نونبر 2020، تدخلت القوات المسلحة الملكية بعد قيام عشرات الأشخاص على إغلاق "الكركرات" المنطقة العازلة الواقعة فوق التراب المغربي وتخريب المحور الطرقي الذي يربط المملكة المغربية بموريتانيا وتحريم حق المرور.
وقال الملك محمد السادس، في خطاب وجهه للقوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيسها،" إن قوة العزيمة والصمود ونكران الذات التي تتحلون بها في مراقبة حدودنا وتأمينها برا وجوا وبحرا، خصوصا بأقاليمنا الجنوبية والمناطق الشرقية، وما تقدمونه من تضحيات في سبيل إعلاء راية الوطن خفاقة في جميع ربوع المملكة، سيظل مفخرة لجميع المغاربة، مهيبين بكم أن تبذلوا المزيد من الجهد البناء والتفاني المخلص لتحقيق ما يعمر نفوسكم من إرادة التفوق والانتصار".
وأضاف الملك "وفي هذا الصدد، يسعدنا بصفتنا القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أن ننوه بشكل خاص بالتفاعل السريع لقواتنا المسلحة مع أوامرنا السامية لتعزيز الشريط الحدودي "الكركرات"، وفق خطة محكمة لقطع الطريق أمام مناورات المرتزقة. لقد استطعتم بما تمتلكونه من حرفية عالية في مجال التخطيط والقيادة والتنفيذ العملياتي، من دحر المناورات البائسة لأعداء وحدتنا الترابية، وأظهرتم للعالم أجمع، جدوى ومشروعية هذه العملية النوعية التي مكنت من ضمان التدفق الآمن للبضائع والأشخاص بين المغرب وعمقه الإفريقي.
وتابع الملك محمد السادس قائلا "وإذ ننوه باستماتة أفراد قواتنا المسلحة الملكية، سواء في الدفاع عن ثوابت المغرب ووحدته الترابية، أو في مجال مشاركة تجريداتنا في عملية حفظ السلام، فإننا في هذه الظرفية الدقيقة، التي تعرف استمرار تفشي وباء كوفيد 19 على الصعيد الدولي، لابد أن نشيد بالدور البطولي لأطقم الصحة العسكرية وأطر المصالح الاجتماعية المرابطة في الجبهات الأمامية، إلى جانب نظرائهم في المؤسسات الاستشفائية الوطنية، وأفراد الوقاية المدنية والقوات العمومية، تنفيذا لتعليماتنا السامية، بتجندهم لتقديم الخدمات الطبية وكذلك خلال العملية الوطنية للتلقيح".
وأشاد الملك محمد السادس بالجهود المبذولة من قبل القوات المسلحة الملكية في أزمة كورونا، حيث قال "كما أنكم، وبالرغم من الظروف الطارئة والصعبة لهذه الجائحة وما فرضته من قيود وإكراهات، تمكنتم بما عهدناه فيكم من إصرار وعزيمة، من مواصلة مهامكم المتعددة، بنفس الحماس وعلو الهمة وتفعيل المخططات ذات البعد الأمني، ومحاربة الجرائم العابرة للحدود والتصدي لها بفعالية وحزم، دون إغفال تأهبكم المستمر للتصدي لانعكاسات التقلبات المناخية، من خلال التموقع الإستباقي للأطقم الصحية واللوجستيكية متعددة الاختصاص، للتدخل العاجل عند الحاجة للإغاثة وفك العزلة، مع تقديم المساعدات الإنسانية والطبية الضرورية".
ويوم 13 نونبر الماضي، تحرك المغرب بالمنطقة العازلة في الكركرات بالصحراء المغربية، من أجل تحريره من عناصر "البوليساريو"، عقب رفض الأطراف الأخرى الامتثال لنداءات وأوامر الأمين العام للأمم المتحدة بمغادرة المنطقة العازلة وتجنب التصعيد.
وقد تدخل المغرب، وفقا للسلطات المخولة له، وذلك بمقتضى واجباته وفي انسجام تام مع الشرعية الدولية، لمواجهة الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات "البوليساريو" في الكركرات.
وبعد أيام من تحييد عناصر "البوليساريو" من معبر "الكركرات"، بين المغرب وموريتانيا، أكد الملك محمد السادس، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما، لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيات "البوليساريو" بتحركات غير مقبولة.
وأضاف الملك أن المملكة المغربية ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية بهدف فرض النظام وضمان حركة تنقل آمنة وانسيابية للأشخاص والبضائع في الكركارات، كما أنها ستظل عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها.