غضب جزائري، وقلق روسي، صاحبا اتفاق المغرب ونيجيريا على مد أنبوب غاز من أبوجا إلى الرباط عبر 10 دول أفريقية لتوصيل الغاز إلى دول غرب أوروبا. وكان الملك محمد السادس، وأحمد أبو بكر الرفاعي، مستشار الرئيس النيجيري توصلا الثلاثاء الماضي – خلال لقاء بالقصر الملكي - إلى اتفاق بشأن الربط بين البلدين بخط غاز يغذي أوروبا، وذلك بحضور عدد من مسئولي البلدين، حيث تلخصت المباحثات في الجدوى التقنية وتمويل المشروع.
الغضب الجزائري من المشروع كشفت عن أسراره جريدة الشروق الأوسع انتشارا بالجزائر، التي وصفت الأمر ب "اللغز الاقتصادي".
الجريدة أوضحت أن نائب الرئيس النيجيري "ييمي أوسينباجو" زار الجزائر يومي الثلاثاء والأربعاء الماضي وبحث خلالها المشروع النيجيري الجزائري حول خط الغاز المتوقف منذ عام 2002.
وقالت إن نائب الرئيس النيجري عبر عن تماسك بلاده بتنفيذ المشروع مع الجزائر عقب لقائه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدة أن الحديث حول المشروع كان على قمة جدول أعمال الزيارة.
ووفق خبراء -بحسب ما أوضحت الشروق- فإن خط نيجيريا المغرب، الذي تجري حاليا دراسات تقنية بشأنه في الرباط، أكثر تكلفة وتعقيدا من الخط الأول، كونه سيمر عبر قرابة عشر دول إلى جانب الصحراء المغربية كما تخطط السلطات المغربية".
ويعود إطلاق مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء لعام 2002 خلال اجتماع اللجنة العليا الجزائرية النيجيرية إلى أن تم الإعلان عن اتفاق بشأنه بين سوناطراك وشركة النفط النيجيرية nnbc.
ويبدو أن الأمر أصبح يشكل لغزا حقيقيا للجزائريين الذين لم يجدوا أي مبررات لعقد نيجيريا لاتفاق مماثل مع الجارة "تونس" خاصة مع قلة المعلومات الرسمية الواردة من الجانب النيجيري.
على الجانب الآخر، كانت روسيا تقف منزعجة من الاتفاق -دون إبداء ذلك بشكل رسمي- خوفا من خسارة سوق غرب أوروبا الذي قد تستغني عن الغاز الروسي أو جزء منه اعتمادا على البدائل الواردة من نيجيريا عبر الخط الجديد.
وفي أول رد فعل على الاتفاق توجه وفد أمني روسي رفيع المستوى إلى الرباط برئاسة أمين المجلس الأمني الروسي "نيكولاي باتروشيف" للتباحث حول الملفات الأمنية بين البلدين.
ولم يبد الوفد الروسي أي إشارات بشأن المشروع الجديد والذي حتما سيضر بالاقتصاد الروسي حال تنفيذه، غير أن الخبراء يرون أن روسيا ستستخدم الدبلوماسية وعلاقتها الوطيدة بالمملكة المغربية لتعطيل المشروع.
وبحسب المعلومات الأولية المتوفرة عن المشروع، من المقرر أن يكون بمسار 4 آلاف كيلو متر مرورا عبر بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغامبيا وغينيا بيساو والسنغال ثم موريتانيا انتهاءً بالمغرب.