تصدّر مسلسل "بنات العساس" نسب المشاهدات التلفزيونية لبرامج القناة الأولى بعد أن حقّق بداية هذا الأسبوع أزيد من 7.2 مليون مشاهدة بسبب استقطابه لفئة عريضة من المتتبعين. إدريس الروخ، مخرج هذا العمل التلفزيوني، علّل في تصريحه ل "الأيام 24″، ارتفاع نسب المتابعة وتحقيق رقم قياسي بوجود جمهور مغربي متعطش للأعمال الدرامية الجيدة ومتعطش أيضا لمشاهدة وقائع قصصه وصوته وحياته داخل أعمال لها حضورها وتميّزها على مستوى الحكي والتشخيص والإخراج والإنتاج، يؤكد شارحا.
وأشار إلى أنّ هذه النتيجة تترجم بجلاء أنّ الجمهور المغربي متتبّع ذكي ويحاول أن يشاهد بأحاسيسه عمق ما يحدث له داخل مجتمعه المغربي، قبل أن يضيف بالقول: "أعتقد أنّ "بنات العساس" حاول أن يرصد مجموعة من الظواهر الإجتماعية ويعطينا بعضا من هذه الصور التي نشاهدها في اليوم الذي نعيشه".
ووقَف عند كفاءة وقدرة الممثلين والممثلات على أداء أدوار ذات عمق وبعد نفسي ولها حضورها داخل هذا العمل التلفزيوني، موضحا أنه عندما تطلّ هذه الأرقام وتصاحبها نقاشات يومية مستفيضة وبقوة في بعض المجموعات وداخل وسائل التواصل الإجتماعي، فإن ذلك يعني أنّ المسلسل قد نفذ إلى قلوب وعقول المشاهدين المغاربة، وهو أمر يعتز به الإنسان وفي نفس الآن، يضع صاحب العمل أمام مسؤولية يجب تطعيمها بأعمال ذات قوة وجودة على مستويات عدة، يردف بالقول.
وفي سؤالنا حول ما إذا كان ارتفاع نسب مشاهدة مسلسل "بنات العساس" مرتبط بنجاحه في انتقاء الممثلين وفي تألق الفنانة دنيا بوتازوت والفنانة منى فتو في أداء أدوارهما وتناسق تركيبة بعينها يتداخل فيها الممثل والمخرج على حد سواء، أجاب بالقول: "بالفعل هي تركيبة متوازية ومتكاملة تحدث بين عدد كبير من الميكانيزمات.. المعطى الأول هو السيناريو والكتابة ذات البعد النفسي والإجتماعي في علاقته بما يحدث داخل المجتمع المغربي، ثم أيضا طريقة إنتاج العمل وإخراجه وإيصاله إلى الجمهور وطريقة أدائه بقوة وتناغم في تلوينات نفسية لكل الشخصيات".
وأفصح في الآن ذاته أنّ الممثلتين دنيا بوتازوت ومنى فتو، أبدعتا في هذا العمل التلفزيوني دون تغييبه إبداع الممثلين الآخرين، وهو يجزم إنّ كل ممثل طبَع بصْمته وأعطى من أحاسيسه وصدْق تشخيصه للشخصية وتمكّنه من فهمها، وهذا ما جعل المسلسل يتماسك بين كل هذه الخطوط على حد تعبيره.