منذ أن بدء الإعلان عن مسلسل تلفزيوني مصري يتناول أحداثا أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومواقع التواصل في مصر تشهد جدلا صاخبا بلغ حدته بعد عرض الحلقة الخامسة من مسلسل الاختيار 2 التي دارت أحداثها حول فض قوات الأمن اعتصاما لأنصار الرئيس الإسلامي محمد مرسي في محيط مسجد رابعة العدوية في القاهرة عام 2013. ويركز المسلسل، الذي أنتجته شركة "سينرجي"، على مجموعة أحداث شهدتها مصر إبان ثورة 25 يناير وما تبعها من تطورات. وهو من إخراج بيتر ميمي وبطولة النجمين كريم عبد العزيز وأحمد مكي. ومع كل حلقة جديدة من المسلسل تزداد حالة الشد والجذب بين المصريين. فما إن بُثت الحلقة الخامسة من "الاختيار2"، حتى برزت منازلة إعلامية بين القنوات الموالية للحكومة المصرية ومصريين متعاطفين مع الرواية الحكومية من جهة والقنوات والصفحات المعارضة لها من جهة أخرى . وسلطت حلقة أمس السبت، الضوء على مشاهد فض اعتصام رابعة الذي لا يزال محل نقاش محلي ودولي. وبينما يصف أنصار الإخوان الاعتصام بالسلمي، يقول مقربون من الحكومة إنه كان مدججا بالأسلحة. "استقطاب" انقسم متابعو المسلسل إلى فريقين انبرى كل واحد منهما في عرض صور ولقطات من الحلقة الخامسة مرفقة بشهاداته الخاصة لما حدث في أغسطس 2013. و بدا التباين واضحا حول المسلسل على موقع تويتر الذي ضج بمجموعة من الوسوم المتضادة من قبيل ( #الاختيار2 و#فض_رابعه و#رابعه_مذبحه و#مصر_خط_احمر). فمن المعلقين من كذّب السردية التي كتب على أساسها المسلسل واتهموا الحكومة وصناع العمل ب "التدليس وتزييف الحقائق". ووصف هؤلاء ما حدث في رابعة بأنها "مذبحة ستظل وصمة على جبين الحكومة". في المقابل، هاجم معلقون آخرون جماعة الإخوان المسلمين، قائلين إن المسلسل " مزج العمل الدارمي بمشاهد حقيقة لتوثيق فض الاعتصام ما يدل على حيادية صناع المسلسل". ويرى المدافعون عن المسلسل أنه "فكك رواية الإخوان التي كانت مبنية على صناعة المظلومية" وفق تعبيرهم. في حين استدل آخرون بتقارير أممية وصور قالوا إنها تفند الرواية التي تبناها المسلسل. "عمل فني أم تكريس لحكم السلطة ؟" ثمة من أشاد بفكرة المسلسل وربطه بأحداث الجزء الأول من المسلسل الذي تم عرضه في رمضان الماضي. ويقول المتعاطفون مع المسلسل إنه "نجح بجزأيه في توضيح مفهوم وضرورة الإصلاح الديني، وفي تصحيح الكثير من المغالطات الفكرية التي رسختها حركات الإسلام السياسي ". إلا أن منتقديه يدرجونه ضمن ما وصفوها ب "دراما الإلهاء التي يسعى من خلالها النظام إلى التغطية على فشله وتغيير عقيدة الجهاز الأمني والشعب بتصوير كل من يعارضه ويطالب بالتغيير، كعدو". وثمة أيضا من يحذر من المسلسل باعتباره عملا "سيعيد مصر إلى دائرة الاستقطاب السياسي والاجتماعي أو لثنائية العسكر والإخوان ". ويرى فريق ثالث أن الحرب الإعلامية الدائرة حول المسلسل بين القنوات المؤيدة للحكومة والمعارضة لها أبرزت "سذاجة الطرفين" وأثبتت أنهما "وجهان لعملة واحدة" ويأتي إنتاج مسلسل الاختيار في إطار توجه فني عام بتقديم عدد من المسلسلات الدرامية المقتبسة من ملفات المخابرات المصرية. ومن بين تلك الأعمال "مسلسل هجمة مرتدة والقاهرةكابول" . ويرى البعض في تلك المعالجات الدرامية أعمالا فنية تستحق الثناء لنجاحها في "تجميع العائلة وتوعية الشباب بخطر التطرف وغرس القيم الوطنية"، بينما يعتبرها آخرون "أعمالا موجهة تعزز سلطة النظام ورؤيته للهوية ".