رغم مرور نحو ست سنوات على مجرزتي رابعة العدوية والنهضة في مصر، إلا أن المشاهد الدموية “لا زالت حاضرة، وتحمل في طياتها ألما ووجعا كبيرين، خاصة أن الجرح لم يندمل بعد، بفعل إجراءات سلطات الانقلاب التعسفية ضد كل من شارك في الاعتصام”. بحسب ناجين من المجزرة، ونشطاء في المعارضة المصرية. وكانت سلطات الانقلاب في مصر قتلت ما لا يقل عن 900 شخص، وجرحت أكثر من ألف آخرين أثناء تفريق اعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة الكبرى، في الرابع عشر من غشت عام 2013، حيث كان المعتصمون يحتجون على الانقلاب الذي قام به عبد الفتاح السيسي على الرئيس محمد مرسي الذي يعد أول رئيس مدني منتخب في مصر. وجاء تصدر وسم “#رابعة” قائمة الأكثر تداولا بموقع التواصل الاجتماعي تويتر في مصر، واتساع دائرة التفاعل معه بموقع فيسبوك، ليؤكد حضور أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، في ذكراها السادسة، وعدم انحسارها في ذاكرة المصريين. وسجل نشطاء ومتفاعلون تأكيدهم على عدم نسيان “المذبحة” وما وقع فيها من انتهاكات صارخة قام بها تابعون للجيش والشرطة، في عملية فض مسلح بالقوة لمعتصمين سلميين، وعدم نسيان أسماء المشاركين فيها من قيادات النظام المصري بتلك المرحلة. كما حرص مشاركون على إعادة نشر صور ومقاطع فيديو لأحداث عملية الفض، وأخرى تظهر جثث الضحايا الذين قتلوا بنيران قوات الأمن خلال عملية الفض، وتوثيق أسماء هؤلاء الضحايا وأعدادهم، وإعادة نشر أبرز تفاعلات الرموز السياسية والإعلامية المؤيدة والمعارضة لعملية الفض. وبينما حرص بعض المتفاعلين على إبداء الندم للمشاركة في مظاهرات 30 يونيو 2013 التي أثمرت انقلاب الثالث من يوليوز في سياق إحياء ذكرى رابعة، جدد آخرون تسجيل صدمتهم بقبول قطاع من الشعب المصري لما قام به النظام من مذبحة بحق المعتصمين، واعتبروا ذلك دليلا على انتكاس إنسانية ذلك القطاع. وحرص متفاعلون عبر الوسم على إبراز أحداث فض اعتصام ميدان النهضة الذي كان قائما أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة، وتأكيدهم أن ما حدث فيه لم يقل وحشية عما حدث في فض اعتصام رابعة الذي استحوذ على الاهتمام والمتابعة، كونه الأكثر عددا والذي رصد فضه بالصوت والصورة. وفي سياق انتقاد أداء معارضي النظام من القائمين على الاعتصام، سجل عدد من النشطاء حضورهم عملية الفض مع المعتصمين رغم توقعهم للأحداث الدامية التي حصلت حيث لم يجدوا مناصا من ذلك، وسجل آخرون انتقادهم لأسلوب قيادات الإخوان ومناصريهم في إحياء الذكرى الذي انحصر في خطابات بكائية دون إجراءات عملية. الجزيرة + عربي 21 1. السيسي 2. رابعة 3. مجزرة 4. مصر