بعدما ندد المغرب، الأربعاء ب"المناورات المتواصلة" لرئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، متهما إياها بالسعي إلى "عرقلة" انضمام المملكة المغربية مجددا للاتحاد الافريقي، زعمت صحيفة مقربة من النظام الجزائري، أن سبب غضب المملكة المغربية ضد نكوسازانا دلاميني زوما، يعود إلى الشروط التي وضعتها لعودته إلى المؤسسة الإفريقية، رغم أنه يحظى بدعم غالبية الدول الأعضاء. واستنادا لمصادر ""كل شيء عن الجزائر"، فإن رئيسة المفوضية الاتحاد الإفريقي، طلبت من المغرب "التزاما خطيا يتضمن القبول بقيم ومبادئ المؤسسة الإفريقية، بما في ذلك احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار والتصديق على ميثاق الاتحاد، معتبرة أن الأمر " رأت فيه المملكة مسا بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية". وفي بيان شديد اللهجة اتهمت وزارة الخارجية، رئيسة المفوضية الجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني زوما بأنها "تسعى لعرقلة قرار المغرب استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل أسرته المؤسساتية الإفريقية". وأضاف بيان الخارجية أن رئيسة المفوضية الافريقية "أخرت بشكل غير مبرر توزيع طلب المغرب على أعضاء الاتحاد الإفريقي" في سبتمبر/ايلول. وتابع "تواصل نكوسازانا دلاميني زوما تحركها للعرقلة من خلال اختلاق شرط مسطري (اجرائي) غير مسبوق ولا أساس له ترفض من خلاله بشكل تعسفي رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي" بدون المزيد من التوضيح بشأن الاجراء. ولتنضم مجددا للمنظمة الافريقية تحتاج المملكة المغربية للمصادقة عبر التصويت على هذا القرار من غالبية ثلثي الدول الأعضاء. ويدور بهذا الشأن صراع صامت بين المغرب والجزائر في كواليس الاتحاد الافريقي الذي من المقرر أن يعقد قمة في بداية 2017 بأديس أبابا. ويقوم المغرب منذ بضعة أشهر بحملة دبلوماسية للحصول على الدعم الضروري لاستعادة عضويته مجددا في الاتحاد الافريقي. وقد حصل بالفعل على مساندات ودعم من غالبية الدول الافريقية الأعضاء التي اعتبرت أن الرباط ستقوي التكتل الافريقي نظرا لمكانة المملكة المغربية ودورها الحيوي اقتصاديا وسياسيا وأمنية في عمقها الافريقي. ومفوضية الاتحاد الافريقي هي الجهاز التنفيذي والرئيسي للمنظمة الافريقية. وكانت المنظمة فشلت في قمتها الأخيرة في كيغالي في تعيين خلف للرئيسة الحالية وسيكون هذا الأمر أحد الرهانات لقمة أديس أبابا في بداية 2017. وطالما أن المغرب استوفى كل الشروط الضرورية لاستعادة عضويتها في الاتحاد الافريقي فإنه لا يوجد ما يبرر لرئيسة المفوضية تعطيل العودة السريعة للمملكة المغربية. ويطرح هذا التعطيل، حسب "ميدل ايست أونلاين"، أكثر من نقطة استفهام حول الدور الذي تلعبه نكوسازانا دلاميني زوما وما اذا كانت الشخصية المناسبة في منصبها الحالي، مشيرا إلى أنه يفترض عمليا وسياسيا أن يكون رئيس المفوضية جامعا لا مفرقا وأن يسعى لاستيعاب الاتحاد الافريقي لكل أعضائه بدلا من تنفير الدول الافريقية من أن تكون في عمقها وموقعها الطبيعي.