يعيش حزب العدالة والتنمية، حركة غير عادية هذا الصباح، بسبب سلسلة الاستقالات التي تتناسل داخل الحزب الذي يقود الحكومة وتشارف ولايتها على النهاية. ولم تكن استقالة مصطفى الرميد الوزير المكلف بحقوق الإنسان ومعه زميله في الحزب ادريس الأزمي الادريسي الذي قرر الانسحاب من رئاسة المجلس الوطني للبيجيدي والأمانة العامة، شيئا سهلا وعاديا يمر مرور الكرام وكأن شيئا لم يحدث. زلزال الاستقالات بدأ يهز أركان الحزب الذي استطاع هزيمة الأحزاب العتيدة في انتخابات2015، لينذر بتشتت في التدبير وتمزق داخل هذا الكيان. عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب العدالة والتنمية، قال في تصريح ل"الأيام24″، أن استقالة الأزمي من الحزب أو استقالة الرميد من الحكومة، لا يعني وجود زلزال داخل حزب البيجيدي، على الرغم من نزيف الاستقالات المستمر منه، بل اعتبر أن الحزب سيبقى قويا وسيستمر بمناضليه. وأضاف أفتاتي، أن لدى أي شخص الحق في تقديم استقالته، والرميد بسبب تدهور حالته الصحية قرر الانسحاب من الحكومة والمؤسسات المعنية هي التي ستقرر في أمر قبوا استقالته أو رفضها، أما بالنسبة للأزمي، فأنا غير متفق مع استقالته. وزاد القيادي في الحزب بالقول، أن الرميد لديه من الجرأة ما يكفي ليعبر عن مواقفه وبالشكل المفهوم، لكن لا بأس من مواجهة النكوص باستمرار والسلطوية كل من موقعه، لأن حزب العدالة والتنمية، مدرسة الإصلاح والممانعة في وجه الفساد، على حد تعبيره. وأكد عضو الأمانة العامة، أنه لا يوجد شخص تابع لشخص داخل الحزب، أي بمجرد تقديم عضو استقالته يتبعه آخر، لافتا أن البيجيدي له كيانه ومؤسساته التي تقرر في هذه الاستقالات، وبدون شك لو لم يكن الحزب في هذه الظروف لكانت الكثير من الأوضاع تغيرت، يوضح أفتاتي. وبالتالي، يضيف القيادي المذكور، فإن حزب العدالة والتنمية، سيستمر ويمارس دوره، كما أن الأزمي، له مواقعه في البرلمان ورئاسة فاس، ويستمر في النضال، لأن هذا الأخير لا يتطلب المواقع التنظيمية والانتدابية بل في كل المواقع وفي كل الأحوال. وخلص أفتاتي بالقول في حديثه للموقع، أن مناضلي الحزب لا يمكن أن يخطؤوا الخصم الحقيقي والتناقض الرئيسي، والإشكال هو مع السلطوية والفساد ونحن متعاونون في سلك المسار الأساسي والوجهة لخدمة مشروع العدالة والتنمية ومواجهة الخصم المعلوم. يشار أن ادريس الأزمي الادريسي قدم استقالته من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ، وبشكل مفاجئ، في الوقت الذي أعلن فيه زميله بالحزب المصطفى الرميد استقالته من الحكومة. وقال الأزمي أن استقالته تأتي بسبب عدم تحمله واستيعابه لما يجري داخل حزب العدالة والتنمية، مبرزا أنه لا يمكن أن يساير ذلك من هذا الموقع أو يكون شاهدا عليه.