من المنتظر، أن يقوم الملك محمد السادس، بزيارة رسمية، إلى نواكشوط، دون أن يتم تحديد موعدها، يلتقي خلالها بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. الزيارة المرتقبة للملك محمد السادس، سبق أن أعلن عنها، خلال اتصال هاتفي سابق بين الجانبين حيث أبدى الملك محمد السادس استعداده لزيارة موريتانيا ووجه الدعوة لولد الشيخ الغزواني لزيارة المغرب. ومن المتوقع أن تشهد الزيارة نقاش لملفات عديدة مهمة بين الجانبين على رأسها التبادل التجاري والأحداث التي شهدها معبر الكركرات الحدودي، السنة الماضية، إضافة لملفات إقليمية مثل مواجهة التطرف والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء.
وشهدت العلاقات بين الرباطونواكشوط، منذ وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى السلطة، تطورا كبيرا على عدة مستويات، بعد مرحلة فتور دبلوماسي بين البلدين، خاصة خلال عهد الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز.
المحلل السياسي الموريتاني المصطفى محمد محمود، قال في تصريح ل"الأيام24″، إنه لا شك أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأي بلد تعتبر حدثا تاريخيا مهما وذو دلالات متعددة، أحرى إذا كان البلد شقيقا وجارا، مثل موريتانيا.
وأضاف الإعلامي الموريتاني، أن "زيارة الملك محمد السادس لموريتانيا من المؤكد أنها ستشهد توقيع الكثير من اتفاقيات التعاون الثنائي الأخوي بين البلدين الشقيقين، وستضع حدا نهائيا للتجاذبات التي عرفتها العلاقات السياسية بين البلدين في بعض الفترات السابقة.
وأشار المحلل الموريتاني، إلى "أني قلت العلاقات السياسية نظرا لأن العلاقات الثقافية والاقتصادية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية لم تتأثر في يوم من الأيام بأي ظرف سياسي بل إنها ظلت بمنأى عن كل المطبات التي عرفتها العلاقات السياسية بين الرباطونواكشوط في بعض الفترات".
وانعكس تحسن العلاقات المغربية الموريتانية، على وجهات النظر بين الرباطونواكشوط بخصوص قضية الصحراء المغربية، حيث شهدت تقاربا كبيرا عقب التدخل الميداني للقوات المسلحة الملكية في "الكركرات" لإعادة فتح المعبر الحدودي الرابط بين البلدين، والذي أدى إغلاقه من طرف عناصر "البوليساريو" لأزمة كبيرة في الأسواق الموريتانية، وفي أعقاب ذلك تحدث الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هاتفيا واتفقا على تنظيم زيارة متبادلة بينهما.