كشفت الرسالة التي وجهها أمس 27 نائبا في مجلس الشيوخ الأمريكي، على رأسهم جيمس انهوف، إلى الرئيس جو بايدن لحثه على التراجع عن إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يعترف بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء، عن معطيات مثيرة حول تحركات اللوبي المناوئ لقضية الصحراء المغربية في الولاياتالمتحدة. يعتبر انهوف من أبرز اللاعبين في اللوبي الأمريكي الداعم للطرح الانفاصلي بولايات المتحدة إلى جانب جون بولتون، وديفيد كين.
هذه التحركات تجلت في السوات الثلاث الاخيرة، تحديدا بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وبلغت ذروتها عقب زيارة صهر ترمب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر لأول مرة إلى الرباط ولقائه بالملك محمد السادس في ماي 2019.
وبالعودة إلى وثائق وزارة العدل الأمريكية المنشورة مؤخرا، استنادا لقانون''تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا)، فإن الجارة الشرقية للمغرب عملت على استمالة بعض الشخصيات الأمريكية من سياسيين ورجال أعمال، وأغدقت عليهم أموالا بالملايين لدعم موقف البوليساريو على حساب المغرب. جون بولتون يعتبر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عرابا للانفصال في الولاياتالمتحدة، حتى إنه قبل أسابيع خصص مقالا نشره على مجلة فورين بوليسي للدفاع عن البوليساريو ، معتبرا أن قرار ترامب حول سيادة المغرب على الصحراء قرار متسرع.
بولتون ورغم تركه لمنصبه فهو ينزل بكل ثقله للدفاع عن مصالح البوليساريو بايعاز جزائري، وقد كان هو من ضغط في مجلس الامن ليصبح التجديد كل ستة شهور لبعثة مينورسو بدل عام كامل.
وبحسب وثائق وزارة العدل الأمريكية فإن بولتون بعد وصوله بشهور للبيت الأبيض مستشارًا للأمن القومي لترامب، وقَّع السفير الجزائريبواشنطن، عبد المجيد بوقرة، في نوفمبر 2018 عقدًا مع شركة «كين للاستشارات- Keene Consulting»، ومديرها ديفيد كين صديق مقرب لبولتون وتجمعهما علاقة منذ عقود. سكرين شوت لتعاقد السفارة الجزائرية مع شركة «كين للاستشارات»، ويظهر فيها توقيع السفارة والسفير الجزائري عبد المجيد بوقرة. المصدر: موقع وزارة العدل الأمريكية.
وبالعودة إلى السيرة الذاتية لكين والمنشورة في موقعه الشخصي، فهو كاتب سياسي عمل مستشارًا للرئيسين الجمهوريين رونالد ريجان، وجورج بوش الأب، وقد عمل سابقًا على ملف الصحراء . وهو من الوجوه البارزة في اليمين المحافظ الأمريكي؛ إذ ترأس سابقًا الجمعية الوطنية الأمريكية للسلاح، إحدى أكبر وأهم جماعات الضغط الأمريكية المحافظة.
وهدف التعاقد مع السفارة الجزائريةبواشنطن الضغط لصالح الجزائر في قضايا مختلفة وخصوصًا في ملف الصحراء . وتظهر ملفات الشركة لدى وزارة العدل الأمريكية أنها تحصَّلت لقاء خدماتها على ازيد من نصف مليون دولار أمريكي.
قدمت شركة كين ، خدمات إعلامية للجزائر، ونشرت مقالات في صحف مختلفة وضغطت سياسيًّا على الكونجرس، فعقدت ونسقت لقاءات مع مجلسي النواب والشيوخ، وخصوصًا المنتمين للحزب الجمهوري، لتوضيح مواقف الجزائر السياسية في مختلف القضايا، وأهمها صراع الصحراء والنزاع مع المغرب.
وتظهر وثائق الشركة الاجتماع مع 22 عضوًا بالكونجرس، بالإضافة إلى 13 مساعدًا، ومسؤولين حكوميين آخرين في هذا الشأن.
كما تظهر تزايد وتيرة الاجتماعات بين الشركة وأعضاء الكونجرس خلال الفترة التي عرفت الحراك في الجزائر واستمرت إلى ماي 2020. دافيد كين في ملف قانون تسجيل الوكلاء الأجانب الخاص به، عمل كين على "إبراز صورة حديثة للجزائر وحكومتها ودورها في الشؤون الإقليمية والعالمية".
في الواقع ، هذه ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها اللوبي الأمريكي مع الحكومة الجزائرية ويعمل على تعزيز مصالح البلاد لدى الولاياتالمتحدة.
كان لدى كين نشاط ضغط مماثل لصالح الجزائر بين عامي 2006 و 2007 نيابة عن مجموعة كارمن ، وهي شركة ضغط في واشنطن العاصمة.
ساعدت مجموعة كارمن في تعزيز العلاقات الأمريكيةالجزائرية وتوسيع التجارة ، من خلال التعاون الحكومي و "المشورة الاستراتيجية".
في 15 ديسمبر 2018 ، عقدت شركة كين لقاء مع رئيس المحكمة العليا جون روبرتس ، والذي شمل أيضًا السناتور أورين هاتش وبات روبرتس ، يهدف إلى "تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة بين الولاياتالمتحدةوالجزائر" ، وكان أول ظهور لرئيس المحكمة العليا على الإطلاق، في وثائق فارا .
ومن بين الشخصيات الأخرى التي اتصل بها كين في مجلس الشيوخ لنفس الأغراض ، شيلي مور كابيتو ، وكوري غاردنر ، وجون كورنين ، وديفيد بيرديو ، والسيناتور روي بلانت ، وأجرى معهم ثلاثة اجتماعات.
ووفقًا لوثائق وزارة العدل فإن كين عقد 34 اجتماعاً تتعلق بتسريع العلاقات الأمريكيةالجزائرية.