تثير تبرئة الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب في مجلس الشيوخ في إطار محاكمة ثانية غير مسبوقة بغرض العزل، أسئلة بشأن ما ينتظر الرئيس السابق البالغ 74 عاما والحزب الجمهوري والرئيس جو بايدن. رغم أن تبرئة مجلس الشيوخ لترامب كان أمرا شبه مؤكد، إلا أنه لا شك في أن الرئيس السابق تنفس الصعداء لدى سماعه القرار.
وندد ترامب في بيان بما وصفه "حملة شعواء" ضده وتطرق إلى المستقبل.
وقال "بدأت للتو حركتنا التاريخية والوطنية والرائعة ل+جعل أميركا عظيمة مجددا+"، مضيفا أن "الكثير من العمل ينتظرنا وسنخرج قريبا برؤية لمستقبل أميركي مشرق ومتألق ولا حدود له".
ولم يستبعد ترامب في السابق الترشح مجددا للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، وكان من شأن أي إدانة أن تمنعه من تولي منصب فدرالي مجددا.
ومنذ مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير، يقيم ترامب في منتجعه مارالاغو بفلوريدا، بينما حرم من حسابه على تويتر الذي كان يستخدمه لمخاطبة الملايين من متابعيه.
واعتبر عدد من المتتبعين للشأن الأمريكي، أنه رغم قرار التبرئة، يعتبر الديموقراطيون أنهم حققوا انتصارا أخلاقيا وسياسيا يتيح للرئيس الجديد جو بايدن التفرغ للملفات الكبرى وأبرزها خطة الإنقاذ الاقتصادي.
أما الحزب الجمهوري، فهو منقسم بشدة حول طريقة التعامل مع الملياردير مع توجه الأنظار إلى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس عام 2022 التي يأملون أن يستعيدوا خلالها الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.
الداه يعقوب المحلل السياسي الموريتاني بواشنطن، يرى في تصريح ل"الأيام24″، أن الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، مازال حاضر بقوة في المشهد السياسي الأمريكي، خصوصا بعد تحقيقه لانتصار مدوي على الديمقراطيين في عقر الكونغرس الأمريكي، بعد أن جرت الرياح بما لا تشتهي سفن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، التي أعلنت الاثنين عن خطط لإنشاء "لجنة مستقلة على غرار لجنة هجمات 11 شتنبر" للتحقيق في أعمال الشغب المميتة التي وقعت في 6 يناير في مبنى الكابيتول، وذلك بعد يومين من تبرئة الرئيس السابق دونالد ترامب في محاكمة عزله الثانية من قبل مجلس الشيوخ .
وأعتبر الخبير الموريتاني، أن "التبرئة التي حصل عليها ترامب وعدم انسياق، أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين مع الديمقراطيين هو يدل على أن ترامب مازال قوي وهو الرجل النافذ والمتحكم بمفاتيح الحزب الجمهوري الأمريكي، صحيح أن هناك معارضة خافتة، ونوع من الامتعاض من شخصيات وازنة مثل زعيم الجمهوريين السناتور ميتش ماكونيل، و السناتور الجمهوري عن ولاية يوتا ميت رومني، وغيرها من الشخصيات في الحزب الجمهوري، وحتى تأكيدها أن ربما تذهب بعض الشخصيات إلى تشكيل حزب ثالث في ظل توغل الترامبية داخل الحزب الجمهوري".
ورحب ترامب بتبرئته، معتبر ا أن حركته السياسية "بدأت للتو ". وقال في بيان إن "حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل الولاياتالمتحدة عظيمة مجددا بدأت لتو ها"، مضيفا أنه "في الأشهر المقبلة، لدي الكثير لأتشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا الرائعة مع ا لتحقيق العظمة الأميركي ة لشعبنا بأجمعه".
ويشير الداه يعقوب، أنه "من المتوقع أن يشكل ترامب، حركته الوطنية في القادم الأيام كما جاء في بيان صدر عقب قرار الكونغرس الأمريكي، وأن يعود للسيطرة والاستحواذ على المشهد السياسي في أمريكا، في الأشهر القادمة، وستكون كل الترشيحات للكونغرس سواء النواب أو أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، في سنة 2022 تحديدا، من الحزب الجمهوري، سيكون عنوانها العريض من يرضى عليه ترامب، من مقره الذي اتخذه في فلوريدا".
وأضاف المحلل السياسي، أن ترامب قد يكون المرشح الأوفر حظا، للعودة إلى الرئاسة من جديد في انتخابات 2024، خصوصا أن معظم الاستطلاعات التي أجريت مؤخرا، تؤكد أن شعبيته مازالت ثابتة وتتزايد داخل الحزب الجمهوري الذي لا يجد ملاذا عن ترامب، وإن حاول أن يعكس له ظهرا من جنب، فإن ذلك لم يحدث وذهب قادة الحزب الجمهوري، ممثلهم في البرلمان والكونغرس، إلى مقر ترامب في فلوريدا، من أجل التأكيد على أنهم سيكونون معه، وبالتالي هو ورقة رابحة والجمهوريين لن يعبروا إلى السياسيين أو المواطنين إلا من خلال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
وبرأ مجلس الشيوخ الأمريكي السبت الماضي الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من تهمة التحريض على التمرد الذي أفضى إلى أعمال الشغب في الكابيتول. وقد لقي خمسة أشخاص مصرعهم في الهجوم، من بينهم ضابط شرطة في الكابيتول.