تغلق فرنسا الأحد مراكزها التجارية الكبيرة وحدودها أمام الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبي، مشددة بذلك قيودها على غرار البرتغالوألمانياوكندا للجم الموجة الثالثة من الإصابات بفيروس كورونا.
وفي ظل رقابة مشددة من جانب السلطات الصينية، زار خبراء منظمة الصحة العالمية المكلفون التحقيق في منشأ الوباء، الأحد سوق هوانان في مدينة ووهان في وسط الصين، حيث ظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر 2019.
وقال عضو الفريق بيتر داشاك في تغريدة على تويتر إن الفريق التقى أشخصا "مهمين" و"طرح أسئلة للمساعدة في فهم أفضل للعوامل التي أدت إلى ظهور كوفيد".
على الرغم من مرور عام منذ بدء تفشي المرض في تلك المدينة، قال داشاك إن التحدث إلى الموظفين ومعاينة السوق كانا "مفيدين للغاية".
ولم يرد الخبراء على أسئلة الصحافيين الذين لم تسمح لهم الشرطة بالاقتراب. والزيارة تكتسي طابع ا حساس ا للغاية بالنسبة لبكين المتهمة بأنها تأخرت في الاستجابة للإصابات الأولى.
ولئن تمكنت الصين من الحد من عدد الإصابات على أراضيها الذي يبلغ أقل من 90 ألفا فيما لا يتجاوز عدد الوفيات 4636، بحسب التعداد الرسمي، فقد تفشى الفيروس في كافة أنحاء العالم مسجلا أكثر من مليوني وفاة.
وفرضت السلطات الأسترالية الأحد عزلا لمدة خمسة أيام على مليوني شخص في بيرث بعد اكتشاف أول إصابة فيها منذ عشرة أشهر.
وقال رئيس وزراء الولاية مارك ماكغوان "سياستنا هي سياسة الاستجابة السريعة والصارمة (…) بهدف استعادة السيطرة على الوضع ولكي لا نشهد تطو ر بؤر إصابات كما شهدنا في الخارج".
في فرنسا، أغلق الأحد حوالى 400 مركز تجاري لا يبيع أغذية وتفوق مساحته ألفي متر مربع. وتعتزم الحكومة تثبيت منحنى الإصابات، مستبعدة في الوقت الحالي فرض إغلاق ثالث قد تنتج منه عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية المدنية وكتب في تغريدة "أثق بكم. الفترة التي نعيشها حاسمة. لنفعل كل ما بوسعنا للحد من تفشي الوباء معا ".
بعد أعمال الشغب الأخيرة في هولندا، تشعر الحكومات بالقلق بشأن التزام السكان القيود الصحية. ففي فيينا، حظرت الشرطة الأحد تظاهرة دعا إليها اليمين المتطرف ضد إجراءات مكافحة كوفيد.
وفي بروكسل، أوقف ما لا يقل عن 200 شخص على نحو احترازي الأحد لمنع تظاهرتين حظرتهما السلطات ضد إجراءات مكافحة كوفيد.
وتتزايد القيود على التنقلات في الاتحاد الأوروبي: تطلب فرنسا إبراز نتيجة سلبية لفحص الكشف عن الإصابة بكوفيد-19 لكل مسافر آت من دول الاتحاد الأوروبي وتغلق حدودها أمام الوافدين من خارج الاتحاد، إلا لأسباب قاهرة.
واعتبارا من الأحد، منعت البرتغال السفر غير الضروري إلى الخارج. وفي اليوم السابق، أغلقت ألمانيا أراضيها برا وبحرا وجوا أمام الوافدين من خمس دول تشهد تفشيا واسعا للنسخ المتحو رة من الفيروس.
والبرتغال هو البلد الأكثر تضررا في العالم قياس ا على عدد سكانه. وقال أرتور بالما الذي يعمل في مدفن في ضاحية لشبونة "هناك كثير من الوفيات، ليس لدينا أماكن لحفظ هذا العدد الكبير من الموتى. المكان مزدحم. بسبب كوفيد فقدت بالفعل عمتي وابن عمي وأبي وجدي".
وستشد د كندا أيضا القيود على الوافدين إلى أراضيها والتدابير التي تهدف إلى "عدم تشجيع المسافرين" بهدف الحد من تفشي النسخ المتحورة من الفيروس، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو.
في الولاياتالمتحدة، ستصبح الكمامات إلزامية اعتبارا من الثلاثاء في وسائل النقل المشترك، الطائرات والحافلات والقطارات وسيارات الأجرة والعبارات في كافة أنحاء البلاد.
وتميل وتيرة الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء في الولاياتالمتحدة إلى التراجع مع أن العدد الإجمالي للإصابات اليومية لا يزال أعلى بكثير مما سجل خلال الصيف.
ويرى الخبراء أن سبب هذا التحسن يرجع إلى احترام قواعد الوقاية كوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي مع انقضاء مواسم الأعياد التي تزداد خلالها التجمعات.
وتسجل الولاياتالمتحدة حاليا أكثر من ثلاثة آلاف وفاة في اليوم، بسبب التأخير في الإدخال إلى المستشفيات، لكن منحنيات الوباء تتجه إلى الانخفاض في البلد الذي تسبب الوباء فيه بوفاة نحو 440 ألف شخص.
وشرح آميش أدالجا من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي لفرانس برس أن "فترة السفر التي استغلها الفيروس انتهت تقريبا ".
وفي النروج رفعت الحكومة تدابير الاغلاق النصفي في أوسلو ومنطقتها التي اتخذت قبل أسبوع بعد رصد إصابات بالنسخة البريطانية المتحورة من الفيروس.
في روما، أعلنت متاحف الفاتيكان، بينها كنيسة سيستينا، أنها ستعيد فتح أبوابها الاثنين بعد إغلاق استمر 88 يوما بسبب قيود فيروس كورونا، في أطول إغلاق منذ الحرب العالمية الثانية.
أما في البيرو، فستغلق الأحد مجددا قلعة الإنكا في ماتشو بيتشو التي كانت قد فتحت أبوابها جزئيا بعد أشهر من الإغلاق بسبب الوباء، لمدة لا تقل عن أسبوعين للحد من تفشي موجة ثانية من الإصابات بالوباء تضرب البلاد.
تعتمد دول العالم كله حاليا على التلقيح لوقف تفشي الوباء. وأطلقت الجزائر السبت حملتها للتطعيم باللقاح الروسي "سبوتنيك-في" في وقت تنتظر مصر الأحد وصول أول شحنة من لقاحات أسترازينيكا البريطانية السويدية.
وطلبت جنوب إفريقيا شراء 20 مليون جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك.
إلا أن تأخير عمليات التسليم يقلق الاتحاد الأوروبي. وهد دت برلين الأحد بإطلاق اجراءات قانونية في حال كانت المختبرات "لا تحترم التزاماتها" بتسليم اللقاحات للاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير "في حال تبي ن أن الشركات لم تحترم التزاماتها، سيتعي ن علينا اتخاذ قرار بشأن العواقب القانونية". وأضاف "لا يمكن لأي شركة أن تفض ل دولة أخرى على الاتحاد الأوروبي".