رفضت إسبانيا مؤخرا بيع براءات اختراع لأسلحة كان ينوي المغرب تصنيعها محليا، بعدما ربط مسؤولون مغاربة الاتصال بمسؤولين إسبان، من أجل إتمام صفقات شراء براءات اختراع أسلحة، المزمع تصنيعها في المغرب إلا أن الإسبان تحفظوا على ذلك كما سبق أن رفضوا عرضا مماثلا من الجزائر، والتي طلبت بدورها شراء براءات اختراع بعض الأسلحة الخفيفة. ويرجع المسؤولون في الاستخبارات العسكرية الإسبانية، رغبة المغرب دخول غمار التصنيع العسكري، وتطويره لعتاده العسكري إلى التسابق نحو التسلح بين المغرب والجزائر، إلا أن ذلك قد ينعكس على إسبانيا التي تحاول أن تحافظ على تفوقها على البلدين معا. فما الذي يدعو إسبانيا إلى القلق من دخول المغرب نادي الدول المصنعة للسلاح في شمال إفريقيا وجنوب المتوسط؟ الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي عبد الرحمان المكاوي يرى أن" قلق الإسبان ليس جديدا فهي ترى في المغرب دولة ترنو وتسعى إلى تكوين جيشها إلى مستوى الجيوش المتوسطية كالجيش الإسباني والبرتغالي والإيطالي." وأوضح المكاوي في حديث خاص ل"لأيام 24 " أن "كل الدراسات العسكرية والاستخباراتية ترى في المغرب عدوا مستقبليا لها، وأنها قلقة من نية المغرب في إقامة صناعة حربية لأسباب تعود إلى توازن القوى في المنطقة، رغم أن إسبانيا متفوقة على المغرب في هذا الميدان على مستوى تصنيع الطائرات والدبابات والطائرات بدون طيار.." وعزا المكاوي ، هذا النوع من القلق "لأن المغرب كان يعتبر زبونا لإسبانيا في بعض الأسلحة، واكتفائه ذاتيا في هذا الميدان سوف يضيع على إسبانيا العديد من الصفقات وسوقا مهما كانت تبيع لها ." ولفت الخبير الاستراتيجي أن "المغرب الآن يحاول كما تحاول الجزائر من خلال مشروع لصناعة الدخيرة الحية في حدود 2019 ." مشيرا إلى أن "المغرب له تاريخ في صناعة الأسلحة الخفيفة قبل الاستعمار الفرنسي في كل من فاس ومكناس ومراكش ، وبالتالي عودة المغرب لهذه الصناعات، لأنها أولا تشغل الكثير من الأيادي العاملة والكفاءات العلمية التي يزخر بها المغرب ، وثانيا يمكنه أن يحقق اكتفاءا ذاتيا في أنواع معينة من الأسلحة "لافتا إلى أن السلاح كما هو معلوم ثمنه باهض وبالتالي "تحقيق الاكتفاء الذاتي تكون له عواقب إيجابية على المغرب علاوة على تشغيل اليد العاملة والرفع من الاقتصاد الذي قد يقلق الكثير من الجيران سواء الجزائر أو إسبانيا ."