قال الخبير المغربي في تسوية النزاعات بأمريكا، محمد الشرقاوي، إن الاتفاق الأمريكي الاسرائيلي تبلورت فكرته بين ثلاث شخصيات إسرائيلية مغربية ويتعلق الأمر أولا بالنائب السابق لرئيس الموساد إلى جانب رجل الأعمال ياريف الباز، كما سلط الشرقاوي الضوء في حوار مع "الأيام" على المناطق المظلمة في هذه العملية وكواليس إخراجها. ففي حديثه مع "الأيام" بشأن مهندسي الاتفاق، أشار الشرقاوي إلى أن هندسة الاتفاقات "تبدأ في أغلبها من أفكار تقدمها شخصيات لا تكون في الحكومة بل في المسار 2 Track، كناية عن أكاديميين أو رجال أعمال أو نشطاء مجتمع مدني أو شخصيات مؤثرة وعلى تواصل مع من هم في هرم السلطة. ويبدو أن فكرة التقريب بين إسرائيل والمغرب تبلورت بين ثلاث شخصيات إسرائيلية ومغربية. في البداية، دارت الفكرة في خلد النائب السابق لرئيس الموساد رام بن باراك ومسؤولين سابقين في إسرائيل. وكانت شركة بن باراك قد أجرت تعاملات تجارية في المغرب مع ياريف الباز، وهو رجل أعمال في مجال المواد الغذائية تمتد استثماراته إلى بعض الدول الإفريقية، وهو ذو علاقة وطيدة مع ناصر بوريطة.". ثم يضيف الخبير المغربي قائلا: "اتسعت مناقشة فكرة المقايضة بين قضية الصحراء والتطبيع بين باراك والباز ومستشاري نتنياهو والمبعوث الأمريكي السابق جيسن غرينبلاط خلال 2018. وتعززت الفكرة عندما تعرف الباز على بعض المساعدين المقربين من نتنياهو وعلى كوشنر الذي التقاه في المغرب في شهر ماي العام الماضي واستضافته في الدارالبيضاء عقب جولة في المقبرة اليهودية". وذكر أن جاريد كوشنر "ذكر موضوع الاعتراف الأمريكي خلال لقائه مع الملك، وبعدها تعززت العلاقة بين فريق كوشنر والسيد بوريطة الذي واصل المشاورات التي كان من الممكن أن تمضي قدما خلال بداية 2019، لولا ظهور جبهة معارضة قوية في واشنطن عندما تحالف السناتور الجمهوري جيمس إينهوف رئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ مع مستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون على مقاومة الخطة". ويرى الشرقاوي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع "عن دفعها إلى الأمام لحاجته لتأييد السناتور إينهوف في تمرير التعديلات التي كان يريد إدخالها على قانون بشأن المجال العسكري يعود إلى عام 1961. رفض السناتور إينهوف مطالب الرئيس ترامب والذي بادر بتغريدة يقول فيها إن «موقف السناتور سيلحق الضرر بالأمن القومي الأمريكي ونزاهة الانتخابات»". ويقول الخبير المغربي في تسوية النزاعات إن مصادر عاينت ما حدث "تفيد كيف أن مارك ميدوز رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض وكوشنر وبيركوويتس اعتبروا القطيعة بين الرئيس والسناتور فرصة مواتية لاستكمال الصفقة مع المغرب. ويبدو أن نتنياهو غضب من أمرين: لم يرض عن لغة صياغة الاتفاق التي أعلنها المغرب، ولأنه لن يتمكن من الحديث هاتفيا مع الملك. لكن السناتور إينهوف رد الكرة عندما أعلن داخل مجلس الشيوخ يوم إعلان الاتفاق الخميس الماضي أن قرار البيت الأبيض يثير «الدهشة وخيبة الأمل إلى حد كبير»، وأنه شخصيا «يشعر بالحزن للمتاجرة وبيع حقوق شعب الصحراء الغربية»."