يتقاطر المعزّون على منزل الموظف بالسجن المحلي تيفلت 2، القائد المربي الحبيب الهراس بعد أن لقي حتفه، مساء أمس الثلاثاء على يد متزعم خلية إرهابية الملقب ب "الهيش مول التريبورتور"، في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة القضائية، أبحاثها الدقيقة قبل ترتيب الآثار القانونية اللازمة في هذه القضية. ويطوّق الحزن والأسى منزل الهالك، الكائن بحي القدسبتيفلت تزامنا مع تقديم واجب العزاء لأسرته، خاصة وأنه كان قيد حياته متزوجا وأبا لطفل عمره سنة وطفلة عمرها أربع سنوات، قبل أن يترك وراءه حسرة في قلوب عائلته والمقربين منه والموظفين معه بالسجن في جريمة اهتزّت لها الأفئدة. لم يكن الحبيب يظن أنّ نهايته ستكون مأساوية وبطريقة شنيعة وأنّ آخر يوم في حياته سيكون على يد سجين متزعم خلية إرهابية، لم يمرّ على سجنه سوى شهر واحد وبضعة أيام بعد إيقافه في تمارة في العاشر من الشهر المنصرم على خلفية الاشتباه في تورطه في تزعم خلية إرهابية، كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية. بشاعة الفعل الجرمي، تعدّت قضبان السجن وتناقلت الألسن هذه القضية وهي تضع عبارتي "السجين" و"السجّان" في الواجهة وتسطرّ بالخط الأحمر على كلمة "الأمن" في المؤسسة السجنية، غير أنّ تفاصيل الواقعة أبانت أنّ الموظف الهالك، لم يكن سوى ضحية الواجب المهني. واجبه كموظف بالسجن بصفته قائدا مربيا، كان يتلخص إلى جانب زملائه الموظفين بالمؤسسة السجنية المذكورة في الحفاظ على الأمن العام وفرض الانضباط وضمان سلامة السجناء والأشخاص، غير أنّ قدره المحتوم وقف حائلا أمام إكمال واجبه، بعد أن احتجزه مقترف الفعل الجرمي داخل غرفته وعرّضه للعنف بواسطة أداة حديدية، ليفارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى.