صدم عراقيون ومستخدمو مواقع التواصل العرب بخبر عن سيدة رمت طفليها من جسر الأئمة فوق نهر دجلة بالعاصمة بغداد.وأظهر مقطع مصور، انتشر بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سيدة تحمل طفلا وتجر آخر من يده قبل أن ترميهما في النهر دون تردد وتركتهما يغرقان وكأنهما مجرد قشة. بدا المشهد استعراضيا للوهلة الأولى، فقد شكك معظم العراقيين بصحة المقطع.غير أن شكوكهم تبددت بعد أن سارعت قوات الأمن بالقبض على السيدة، التي اعترفت بعد التحقيق معها بفعلتها.ولا تزال محاولة انتشال جثتي الطفلين من مجرى النهر، مستمرة لحد الآن، بحسب ما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا لبي بي سي.أوضح المحنا أن "الجثث تحتاج إلى 48 ساعة لكي تطفو على النهر الدافق".وذكر نشطاء أن الطفلين هما ابنا السيدة العراقية مشيرين إلى أنها "تخلصت منهما نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد".في حين أرجعت مواقع وصفحات إخبارية السبب إلى خلافات مع طليقها، الذي كسب منها حق حضانة الطفلين.بالموازاة، تداول نشطاء مقطع فيديو قالوا إنه لوالد الطفلين الذي كان قريبا من موقع الحادثة، بحسب ما ذكره نشطاء.وأظهر مقطع مصور الأب وهو يبكي بحرقة على طفليه. سر غامض وحلول مبهمة هزت الحادثة الرأي العام العراقي وحازت على اهتمام وسائل الإعلام والمدونين في عدد من الدول العربية.وأدان المعلقون هذا الفعل الذي وصفوه ب "الوحشي" وطالبوا بإنزال أقصى العقوبات بحق السيدة.وتساءل آخرون عن الدوافع والعقوبات المحتملة لهذه الجريمة. كما نادى بعضهم بضرورة تعديل قوانين الحضانة وحماية الأطفال. وقف النشطاء وخبراء الاجتماع حائرين أمام المشهد واستصعب عليهم فهم التركيبة النفسية للأم وصراعها على الحضانة و 'كيف اختارت خسارة طفليها نهائيا على أن تخسرهما لصالح زوجها '.لذا دعا بعضهم إلى التريث حتى ظهور نتائج التحقيق.وطالبوا بالبحث في أسباب انتشار الجرائم بدلا من المطالبة بتغليظ العقوبات .ويناشد نشطاء الحكومة بإنشاء دورات لتأهيل الآباء نفسيا وإحداث وحدات للفصل في قضايا الحضانة التي عادة ما تنهي بصراعات بين الطرفين يذهب ضحيتها الأطفال.كما يرى هؤلاء أن "محاربة الفقر والجهل فضلا عن إنصاف المرأة المطلقة قانونا من شأنه الحد من هذه الجرائم". في حين يرى آخرون أن "الخصاصة والفقر" لا يبرران ارتكاب هذه الجرائم التي تؤكد تجرد مرتكبيها من الإنسانية".ولم يجد أصحاب هذا الرأي سوى تطبيق عقوبة الإعدام كحل للحد من تلك الأفعال التي بات تتكرر بشكل ملحوظ.وفي هذا السياق علق أحدهم: "يحتضن نهر دجلة الطفلين ولن يتخلى عنهما. كم من قصص ومشاكل ألقيت في قاع ذلك النهر ولا نعلم عنها شيئا". وشهدت دول عربية في الآونة الأخيرة حوادث وجرائم مماثلة يستغل فيها أحد الوالدين أبنائهم لتصفية حسابتهم مع الطرف الآخر.