لم يتوقف دعم الجزائر لجبهة البوليساريو عند العدة والعتاد والأموال، بل يتعداه خارجيا ودبلوماسيا من خلال صناعة مواقع الضغط داخل دواليب الاتحاد الإفريقي الذي سيعرف في يناير 2017 انتخابات حاسمة من أجل الظفر بكرسي الرئاسة . مجلة جون أفريك الفرنسية كشفت، أن الجزائر تفضل محمدو أيسوفو رئيس النيجر على الرئيس الغيني ألفا كوندي، الذي يتجه لخلافة ادريس ديبي على رأس الاتحاد في يناير من العام المقبل.
وأوضحت المجلة أن السلطات الجزائرية تشعر بالقلق بسبب ما أسمته علاقات المواءمة بين الرباط وكوناكري التي تدعم موقف المغرب في الصحراء.
ونقلت عن رمضان العمامرة، رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أنه يفضل رئيس النيجر مامادو إيسوفو، الذي قال إنه أكثر اعتدالا مشيرا أنه "لا يمكن للمغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي لوقف" البوليساريو".
وبالإضافة إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي، تسعى غينيا لقيادة مفوضية الشؤون السياسية، والتي ترشح لها لونسيني فال، وزير الخارجية السابق. والذي من المنتظر أن يواجه "ساماث ميناتا" وزير التعاون الإقليمي السابق في جمهورية بوركينا فاصو .
وإذا ما وصل كوندي إلى رئاسة الاتحاد سيكون دافعا أساسيا نحو إيجاد حل لنزاع الصحراء الذي عمر طويلا، من خلال دعم خيار مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب ودعمته واستحسنته الولاياتالمتحدةالأمريكية و العديد من الدول الإفريقية والأوربية .
وقدم المغرب قبل أيام طلبا رسميا للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي بعد 32 سنة من الغياب ونهج سياسة المقعد الفارغ احتجاجا على وجود جبهة البوليساريو في منظمة الوحدة الإفريقية (الاسم السابق للاتحاد).
هذا الطلب أزعج الانفصاليين وزعيمهم إبراهيم غالي الذي اعتبر أن ما يدعيه المغرب مجرد غوغاء إعلامية .
وبتفضيلها لإيسوفو على حساب كوندي، يتضح جليا الدعم المعلن للجزائر دبلوماسيا لجبهة انفصالية، لا تتوفر فيها شروط الدولة، في تعارض تام مع الشرعية الدولية ومواثيق الأممالمتحدة وقيم الأخوة وحسن الجوار.