تراهن الولاياتالمتحدةالأمريكية، على المغرب، لإنجاح مؤتمر سلام إقليمي يعقد تحت رعايتها في الأسابيع المقبلة، في إحدى دول الخليج، من أجل "دفع عملية السلام في الشرق الاوسط". رهان الولاياتالمتحدة على دور المغرب، من أجل إنجاح مؤتمرها الإقليمي، الذي سيعرف حسب ما صرح به مسؤول إماراتي لصحيفة إسرائيلية، مشاركة الإمارات وإسرائيل، البحرين، عمان، المغرب، السودان وتشاد، يأتي انطلاقا من الدور التاريخي للمملكة في رئاسة لجنة القدس. وبدأ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، جولة إلى الشرق الأوسط تهدف إلى محاولة صياغة توافق مبدئي من قبل دول المنطقة للمشاركة في مؤتمر سلام إقليمي يعقد تحت رعاية أمريكية، على ما يبدو خلال الأسابيع القادمة في إحدى الدول الخليجية. وحسب الدبلوماسي الإماراتي، فإن الأمريكيون حصلوا على تعهد مبدئي من دول أخرى في المنطقة بإرسال ممثلين ذوي مناصب رفيعة إلى المؤتمر، ومن بين الدول التي استجابت لدعوة كهذه البحرين، عمان، المغرب، السودان وتشاد، حسب تعبيره. ويقول الدبلوماسي الإماراتي إن "دول السعودية ومصر والأردن لم ترد بعد أن كانت سترسل ممثلين إلى المؤتمر الإقليمي، إن كان بالفعل سيتم إقامته رغم الرفض الفلسطيني". مع ذلك أشار الدبلوماسي الإماراتي الرفيع إلى أنه توجد موافقة ضمنية من قبل مصر والسعودية والأردن على عقد المؤتمر وأن هذه الدول ستكتفي بإرسال ممثلين بمستوى موظفين وليس ممثلين بمناصب وزارية عليا". ويتمسك المغرب بدعمه المستمر للقضية الفلسطينية ورفضه ل"صفقة القرن"على عكس إدعاءات تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية ب"مقايضة" محتملة بين تأييد الرباط لهذه "الصفقة" مقابل دعم واشنطن للمملكة في نزاعها المفتعل حول قضية الصحراء. لكن رغم الأنباء التي تتناول حدوث تغيير في الموقف المغربي، فإن رئيس الحكومة ، سعد الدين العثماني، أكد الأحد، رفض الرباط لكل عمليات التطبيع مع إسرائيل. وأضاف العثماني، خلال مشاركته في نشاط لحزب "العدالة والتنمية"، أن "الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني هي خطوط حمراء بالنسبة للمغرب". وأردف: "التطبيع مع الكيان الصهيوني هو دفع وتحفيز له كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف عليها". وتابع: "موقف المغرب باستمرار ملكا وحكومة وشعبا هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى".
وأضاف: "وأيضا رفض كل عمليات التهويد والالتفاف على حقوق المقدسيين والفلسطينيين، وعلى عروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف". ويرى متتبعون، أن التصور المغربي يدرك، بكل عقلانية وواقعية، أنه لا استقرار في المنطقة من دون حل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية، بكل أبعادها ومستوياتها، وأن كل خيارات الالتفات، وشرعنة الاحتلال، وتبرير التطبيع، والتنكر للفلسطينيين، والتواطؤ على ظلمهم، ستؤدي إلى مزيد من التوتر والانقسام بالمنطقة". ويأتي موقف المغرب المعارض للتطبيع، في ظل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 غشت الجاري، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وصفه ب"التاريخي". وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من الفصائل الفلسطينية، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".