طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتسريع إجراءات ترحيل المهاجرين الذين رفضت طلبات لجوئهم . وتتلقى ميركل معارضة شديدة بسبب تبنيها لأزمة اللاجئين حتى من قبل أعضاء داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ترأسه، وهي بذلك تسعى لتفادي ضغوط نواب آخرين معارضين للهجرة في البوندستاغ الألماني. وأفادت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ العام الماضي بلغ مليون مهاجر منهم مئات الآلاف الذين رفضت طلبات اللجوء التي تقدموا بها . وشددت ميركل أمام نواب ألمان أن ما يهم في الأشهر القليلة المقبلة هو إعادة اللاجئين الذين رفضت طلباتهم إلى أوطانهم. ويرى مراقبون أن هذا الموقف يتناقض مع ما كانت صرحت بهم المستشارة الألمانية سابقا حول استعداد ألمانيا لاستقبال اللاجئين. وتضع المستشارة الألمانية عينها على 215 ألف مهاجر رفضت طلبات لجوئهم. وأغلب هؤلاء المهاجرين يتحذرون من دول مثل المغرب، والجزائر وتونس وألبانيا وكوسوفو وصربيا ومقدونيا والبوسنة وغانا والسنغال وهي البلدان التي تعتبرها ألمانيا دولا آمنة بما فيه الكفاية. من جهته قال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسير، أمس في اجتماع لمجلس الوزراء أن 21000 شخص طردوا العام الماضي. مشيرا في ذات السياق أن الرقم ارتفع إلى 35 ألف خلال الأشهر السبعة الأولى من 2016 ، مضيفا أنه يأمل أن يصل العدد إلى 100 ألف هذا العام على الأقل. وتعرف ميركل التي تطمح إلى ولاية رابعة في الانتخابات الاتحادية العام القادم، معارضة شرسة من أحزاب مناهضة للاجئين من جهة وحزب الخضر الألماني الذي يدافع على إدماج المهاجرين في الحياة الألمانية من جهة أخرى . وبين هذا وذاك يبقى ملف المهاجرين واللاجئين هو الورقة الأبرز حاليا التي تبصم على صراع سياسي داخل المشهد السياسي الألماني، في ظل التطورات الجيو سياسية التي يشهدها الاتحاد الأوربي، والتي يمكن أن تحدد مصير مئات الآلاف من المهاجرين الذين حلموا يوما بغد أفضل.