تسعى موريتانيا إلى الثبات على موقف الحياد بخصوص النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، حيث كشفت التطورات الأخيرة وما رافقها من عسكرة للحدود بين الرباط ونواكشوط إلى جانب بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي حثّ فيه أطراف النزاع على وقف أي عمل من شأنه تغيير الوضع القائم، عن استمرار موريتانيا المسك بالعصا من الوسط. ففي الوقت الذي أشارت فيه عدد من الصحف بدول المنطقة إلى أن هناك نوعا من التوتر بين المغرب وموريتانيا، والذي تزامن مع استقبال محمد ولد عبدالعزيز منذ أسبوعين، لقيادي بجبهة البوليساريو محمد خداد، نفى وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، محمد الأمين ولد الشيخ، في وقت سابق، صحة هذا التوصيف، واعتبر أن “الأمور طبيعية” مع المملكة المغربية.
واتضح بعد أيام أن الأمور غير الطبيعية بمنطقة الكراكرات أو ما يسمى بقندهار الصحراء ( تقع جنوبإقليم الصحراء على الحدود الموريتانية، وتصنفها الأممالمتحدة منطقة عازلة يحظر فيها أي نشاط عسكري لطرفي النزاع) ترتبط بتحركات مغربية عقبتها تعزيزات عسكرية لعناصر البوليساريو بالمنطقة.
وأعلنت السلطات المغربية، منذ أسبوعين، عن استمرار قيامها بعمليات أمنية تطهيرية لمنطقة الكركارات، القريبة من الحدود الموريتانية، من عصابات تهريب المخدرات الصلبة، ومن التجار غير الشرعيين، حيث تم إخلاء 3 نقاط تجمع لهياكل السيارات والشاحنات المستعملة، والتي ضمت أزيد من 600 سيارة.
كما أعلنت، الثلاثاء الماضي، أنها شرعت في رصف محور طرقي بمنطقة الكركارات، بهدف الحد من الأنشطة غير القانونية التي تعرفها المنطقة، وتسهيل العملية التجارية بين البلدين، وذلك بعد أيام من اتهامات البوليساريو للرباط بالقيام بتحركات عسكرية بالمنطقة. وقال عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (حكومي مغربي) عبدالمجيد بلغزال إن تنظيم بلاده عمليات تطهيرية بمنطقة الكركارات، ليس له علاقة بما تم تداوله من توتر مفترض بين العلاقات بين الرباط ونواكشوط.
وأضاف بلغزال “لا أستبعد أن يكون هناك اتفاق مغربي موريتاني حول هذه العمليات التطهيرية، فضلا عن استكمال الطريق المعبدة (المرصفة)، التي تربط البلدين لتعزيز الأمن بالمنطقة”.
ومن جهته، قال مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات بكلية الحقوق جامعة القاضي عياض، بمدينة مراكش، إدريس الكريني إنه “إلى حدود الساعة لا يمكن الحديث عن أزمة بين البلدين، ما دام لم يتم التعبير عن الأمر بشكل رسمي”.
ولفت إلى أن البعض من وسائل الإعلام تعطي لبعض الأمور أكثر مما تحتمل، إذ أن بيان بلاده بخصوص عملية التطهير كان واضحا، كما أن الأممالمتحدة اعتبرت أن هذا التحرك لم يمس باتفاق وقف إطلاق النار.
ويرى الكريني أن مصلحة موريتانيا تتمثل في تعزيز علاقتها مع بلاده والحفاظ على العلاقات الإيجابية مع دول المغرب العربي.
وأوضح أن موريتانيا تسعى إلى الموازنة في علاقتها مع كل من بلاده والجزائر، إلا أن البعض من ممارساتها مثل استضافة قادة البوليساريو تشوش على علاقتها مع المغرب.