حكمت محكمة الاستئناف في مراكش الأربعاء بالسجن 20 عاماً لأحد مغتصبي القاصر خديجة السويدي التي انتحرت حرقاً، بعد التهديد بنشر شريط يصور اغتصابها، في حين تأجل النظر في ملفات 6 آخرين متورطين في القضية ذاتها. وقال مسؤول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مراكش عمر أربيب ل"فرانس برس" إن "المحكمة قضت بالسجن 20سنة مع النفاذ في حق أحد المغتصبين، فيما تم تأجيل النظر في ملفات ستة آخرين إلى31 غشت الجاري.
وتمت محاكمة المدان بتهم "استدراج قاصر بالتدليس واغتصاب قاصر دون سن ال18 عن طريق الاستعانة بآخرين، وهتك عرض قاصر باستعمال العنف، والاستعانة بأشخاص آخرين واستعمال أعمال وحشية".
وأقدمت خديجة السويدي (17 عاماً) على إحراق نفسها في 29 يوليو الماضي وفارقت الحياة في المستشفى، بسبب قيام مجموعة من الشبان بتهديدها بنشر شريطي تم تصويرها خلال "تناوبهم على اغتصابها"، حسبما أكدت جمعيات حقوقية ووالدتها.
وبحسب أربيب فإن هؤلاء الشبان "إضافة إلى الاغتصاب الذي حصل نهاية 2015 وتسبب لها في نزيف داخلي، اعتدى هؤلاء الشبان على خديجة بسيف وقاموا بجلدها أثناء اغتصابها كما جعلوها تشرب مادة مسكرة قوية".
وتابع أن "تشريح جثة السويدي كشف أنها كانت حاملاً".
وكان هؤلاء الشبان قد قضوا أشهرا قليلة في السجن قبل إطلاق سراحهم ومارسوا الابتزاز مع الفتاة ما دفعها إلى الانتحار، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية واحتجاجات وسط منظمات المجتمع المدني، ودفع النيابة العامة إلى اعتقال ستة شبان، إضافة إلى من باع ومن نقل المادة التي استعملتها الضحية لإحراق نفسها.
من جهتها قالت وزارة العدل في بيان لها "إن النيابة العامة أعادت فتح ملف الفتاة المنتحرة، وأن المتهم الرئيسي الذي كان فاراً قبض عليه، وتمت إدانته الأسبوع الماضي ب8 سنوات سجناً".
وإضافة إلى هذا الحكم الثاني في قضية خديجة، من المنتظر مثول الشبان الذين قاموا بتهديدها بنشر صورها في 29 غشت أمام محكمة مدينة بنكرير حيث تعرضت خديجة للاغتصاب، وذلك بتهمة "الابتزاز وتصوير أشرطة إباحية".