كشفت الصين الأحد ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19، ما أثار خشية من موجة وبائية ثانية في وقت تستعد دول أوروبية لفتح حدودها مجددا بعد بروز مؤشرات السيطرة على المرض. وأعلنت السلطات الصينية اكتشاف 57 إصابة جديدة بالفيروس في 24 ساعة، بينها 36 مرتبطة بسوق كبيرة في بكين، في أعلى حصيلة يومية منذ نيسان/أبريل. ويعد النبأ مقلقا لبقية العالم، إذ إن ه يلقي الضوء على صعوبة السيطرة على وباء لا يزال يجتاح أميركا اللاتينية وإيرانوالهند. وكانت الصين في مرحلة استعادة تعافيها من الوباء الذي ظهر نهاية العام الماضي في ووهان (وسط)، مستعينة بإجراءات تتدرج من وضع الكمامات الواقية إلى إقرار الإغلاق والعزل. ولكن مع ظهور بؤرة جديدة لفيروس كورونا المستجد في سوق شينفادي الذي يوف ر الأغذية الطازجة ضمن العاصمة، سارعت السلطات إلى اتخاذ سلسلة من التدابير. فشرع 24 مركزا في إجراء فحوص طبية، شملت عشرة آلاف شخص، ما أتاح كشف 24 إصابة الأحد. وتتطلع السلطات إلى إجراء فحوص ل46 ألف شخص يسكنون أحياء تحوط بالسوق، فضلا عن العاملين ضمنها، كما بدأت بتتبع من زاروها أخيرا . وقالت غيو الثلاثينية بينما تنتظر دورها لإجراء الفحص الطبي، "ذهبت إلى السوق، لذلك أرغب في التأكد من عدم إصابتي". وبين المصابين الذين أفيد عنهم الأحد، رجل يبلغ 56 عاما يعمل سائق حافلة في المطار وزار السوق قبل أن يشعر بالتقاطه العدوى. وأخضعت السلطات 11 منطقة سكنية محيطة بالمكان إلى العزل، فيما أغلق شرطيون يضعون كمامات جزءا من السوق. وفي مؤشر إلى أن السيطرة على الوباء لا تزال عسيرة، أعلنت إيران الأحد أكثر من مئة وفاة جراء الإصابة بكوفيد-19 في 24 ساعة، في حصيلة لم تسج ل البلاد مثيلا لها منذ شهرين وترفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 8.837. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة في إيران التي تعد الأكثر تأثرا بتفشي الوباء في الشرق الأوسط، "إنه فيروس متوحش لا يمكن التنبؤ به، يمكن أن يفاجئنا في أي لحظة". ووضع تفشي الوباء الأنظمة الصحية في العالم أمام امتحان قدراتها، خصوصا في الهند حيث قالت وسائل الإعلام إن العديد من المرضى يتوفون خارج المستشفيات التي تعاني نقصا في الأسر ة. وتسج ل أكثر من ألف إصابة يوميا في نيودلهي. وتروي ابنة اشواني جايين، تاجر في نيودلهي في منتصف الأربعينات، أن والدها توفي إلى جانبها في سيارة إسعاف بينما كانت تبحث بلا جدوى عن مستشفى يستقبله. وتقول الفتاة العشرينية "لا يهمهم إن عشنا أو متنا". وفي الهند التي سج لت رسميا نحو تسعة آلاف وفاة وأكثر من 300 ألف إصابة، تكتظ المشارح بالجثث بسبب عجز عاملي المدافن والمحارق عن مجاراة مسار الوفيات. يسود القلق في الصين في وقت تستعيد ألمانيا وبلجيكا وفرنسا واليونان في أوروبا حيث يتراجع المرض بشكل واضح، حرية التنقل صباح الاثنين مع كافة دول الاتحاد الأوروبي. وستقوم النمسا بالأمر نفسه منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. كما قر بت إسبانيا هذا الإجراء إلى 21 حزيران/يونيو بعدما ما كان مقررا في الأول من تموز/يوليو، ولكن ها استثنت حدودها البرية مع البرتغال. في فرنسا، سيلقي الرئيس إيمانويل ماكرون مساء الأحد كلمة في وقت تضاعفت الدعوات في الأيام الأخيرة في البلاد إلى تسريع عملية رفع تدابير العزل. وأودى الوباء ب29398 شخصا لكن عدد المصابين يتراجع في شكل متواصل. وفي إيطاليا التي فتحت حدودها في الثالث من حزيران/يونيو، تم اكتشاف بؤرتين جديدتين للمرض في الأيام الأخيرة في روما، الأولى في مستشفى والثانية في مبنى فرض عليه حجر. وصارت بؤرة الوباء حاليا في أميركا اللاتينية حيث يتفاقم الوضع خارج البرازيل أي في دول مثل المكسيك وتشيلي في حين يبدو النظام الاستشفائي في هندوراس "على وشك الانهيار"، وفق ما قال الأستاذ في الجامعة الوطنية ماركو توليو ميدينا. وبتسجيلها في المجمل 42720 وفاة حتى مساء السبت، ت عد البرازيل ثاني دول العالم الأكثر تضررا بعد الولاياتالمتحدة (115 ألفا و347 وفاة من أصل أكثر من مليوني إصابة). في الأثناء، بدأت ملاعب كرة القدم الأوروبية باستعادة الحياة في نهاية الأسبوع، مع استئناف المنافسات في إيطاليا واسبانيا وغيرهما، بعد ثلاثة أشهر من الانقطاع.