تقبيل اليد ليس لا بالممارسة العربية، مادام غير معروف في المشرق، حتى في الأردن، حيث الأسرة الحاكمة تتحدر من الهاشميين، وبالتالي فهي شريفة، ولا بالإسلامية، لأنه يمكن أن تعد شركا. والقرآن يحيل على البيعة للرسول عليه الصلاة والسلام بدون تحديد شكلها. والحال أنه يقدم لها، لتبرير تقبيل اليد بالذات، تأويلا هو محل نقاش. من المحتمل جدا أن تكون ممارسة فارسية، وبالتالي فهي إحيائية جاءت في زمن العباسيين وبررتها النظرية الإمامية. وتقول هذه النظرية إن تبجيل شخص الخليفة، أي الإمام، وارث سر الإمام علي ابن عم الرسول وصهره، هو الذي يتم في هذه الممارسة وليس العاهل أو القائد السياسي. ومثل هذا التبرير يرفضه السنة. يمكن القول إذن تقبيل اليد انتشر في شمال افريقيا، حيث مورس في تونس الى حدود سنة 1942، تاريخ إلغائه من طرف الباي الوطني منصف. ونجد بعض آثاره لدى الأدارسة ومن تحدر منهم والسعديين وزعماء التمردات مثل بوحمارة. وواضح أن الانتماء الشريفي يؤثر بقدر أو بآخر في الطرقية وحركة الأولياء الصالحين بشكل عام، وقد انتشرت هذه الأخيرة في القرون الأخيرة ووصلت إلى كل الوسط المتعلم الحضري، وبما أن العلوم التاريخية واللاهوتية قد غابت عن المدارس المغربية، فإن الإيديولوجية نصف شيعية، التي لن ترفض أبدا بشكل واضح، قد أصبحت جزءا من الإيمان الشعبي. فأصبح تقبيل اليد نتيجة طبيعية وحركة ميكانيكية في كل مناسبة وفي كل الطبقات الشعبية، حيث يقبل الولد يد أبيه، والمتعلم يد المعلم والتمليذ يد الأستاذ والمريد يد الشيخ وهكذا دواليك الى حيث بلوغ قمة الهرم. وسيذهب الأنتروبولوجيون الى أبعد ويرون في تقبيل اليد مجرد خصوصية لظاهرة مسجلة في كل مكان وفي كل الأزمنة. ويبقى أن تقبيل اليد الملكية في المغرب اليوم ، في زمن التلفزيون، يكتسي وظيفة سياسية أساسا، حيث يميز علانية الى أي درجة هذا الشخص أو ذاك قريب من السلطة، ولهذا السبب يبقى مطلوبا، أو مرفوضا حتى. لهذا السبب فهو ليس واحدا، بحيث يكون بسيطا ومزدوجا أو ثلاثيا. ولكون تقبيل اليد مرتبطا بالبيعة والإمامة والنسب الشريف فهو يبقى غامضا ما دامت هذه المفاهيم غامضة تندرج في إطار ما لا يقال.