لم يكن يتوقع أول لاعب مغربي يحمل قميص نادي ريال مدريد الإسباني، أن يحقق ما وصل إليه لحدود الساعة في مسيرته الكروية وهو على أعتاب بلوغ 17 سنة، بعدما بدأ مشواره الكروي بنادي كولونيا أوفيغيفي بمدينة خيتافي، قبل أن تخطفه أعين النقاب إلى أكاديمية ريال مدريد.. حينها بدأت الحكاية.. "ظهير عصري" على خطى نجوم "السامبا"
حكيمي الذي أطلق صرخاته الأولى في الوجود عام 1998 بمدريد، يُحب أن يُعَرّف نفسه بالهدّاف الذي يسجل كثيرا خلال البطولات. كسائر نجوم المستديرة، بدأ أشرف يداعب الكرة في الشوارع، قبل أن ينضم لأحد الأندية الممارسة بدوري الدرجة الثالثة الإسباني، ولم يكن في حاجة لمدة طويلة لإقناع الجميع بإمكانياته ومؤهلاته، فبعد عام واحد على حمله قميص نادي كولونيا أوفيغيفي، رصده كشاف أكاديمية ريال مدريد، الذين لم يترددوا في استقطاب اللاعب ل "لكاستيا"، الفريق الرديف لريال مدريد، لصقل موهبته وصنع إسم له بين كبار المستديرة، حينها كان يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط. ذاك ما حصل، اللاعب أبهر الجميع برديف ريال مدريد بإمكانياته ومؤهلاته التقنية، فخطف الأنظار، خاصة وأنه يجيد اللعب بمركز ظهير أيمن وجناح أيسر كذلك، كما أنه يتميز بمساندته للخط الهجومي، فحكيمي أبى إلا أن يسجل إسمه بالخط العريض ضمن اللاعبين الذين صنعوا دورا جديدا في عالم المستديرة، لما يُعرف ب "الظهير العصري" الماركة المسجلة للبرازيل، التي أنجبت أسماءا يُجيدون هذا الدور، على غرار كارلوس ألبيرتو، وجورجينيو، وكافو، ومايكون، وداني ألفيس وآخرين. أما الموقع الرسمي للنادي الملكي فيصف حكيمي باللاعب العمودي، والماكر بالإضافة إلى السريع. علاوة على ذلك فهو مصدر خطر بالنسبة لدفاع الخصوم، ويمتاز كذلك بدقة في التسديد.
أول لاعب مغربي يحمل قميص "الملكي"
لم يمر تألق حكيمي رفقة شبان ريال مدريد بدون مكافأة، فاللاعب شارك في عدد من الحصص التدريبية رفقة الفريق الأول، كما كان له الشرف ليصبخ أول لاعب مغربي يحمل قميص نادي ريال مدريد، بمناسبة مشاركته مع الملكي في مباراته أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، برسم مباريات كأس الأبطال الودية، التي احتضنها ملعب “أوهايو” بالولايات المتحدةالأمريكية، أمس الخميس. ودخل حكيمي بديلا للبرازيلي مارسيلو مطلع الشوط الثاني من المباراة، أبان خلالها على مستوى محترم بتمريراته الدقيقة والمركزة، بالإضافة إلى سرعته وتقنياته، التي أربكت دفاع "العملاق الفرنسي". وكان مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان قد استدعى حكيمي للدخول في المعسكر التحضيري للفريق الإسباني، قبل خوض مباراة “كأس السوبر الأوروبية” أمام اشبيلية.
وبات حضور المغربي حكيمي رفقة الفريق الأول للريال خلال المباريات الرسمية، مطروح بقوة، خاصة وأنه مدعوم من المدرب "زيزو"، الذي أشاد بإمكانيات اللاعب في مناسبات عدة.
اختيار المنتخب المغربي.. بدون تردّد !!
عكس مجموعة من اللاعبين الذين أداروا ظهرهم للمنتخب المغربي، لم يتردد الشاب أشرف حكيمي على حمل قميص الأسود عوض قميص "الماتادور الإسباني"، كيف لا وهو الذي حلم منذ الصغر باللعب ل"أسود الأطلس"، مفضلا اختيار قلبه على "الإغراءات الإسبانية". وكان حكيمي يخشى أن يتعرض إلى ضغوطات من قبل مسؤولي النادي الملكي، بعد اختياره اللعب للمنتخب المغربي، إلا أن زين الدين زيدان، مدرب الفريق الإسباني، أكد أن اختيارات اللاعب لن تؤثر على مستقبله مع الفريق. هيرفي رونارد، خلق المفاجأة بمناداته على اللاعب في اللائحة النهائية التي واجهت الرأس الأخضر، شهر مارس الماضي، في إطار إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون. كما يدرس رونارد، إمكانية استدعاء اللاعب من جديد للمنتخب لمواجهة ألبانيا وديا نهاية شهر غشت المقبل، بالإضافة إلى المبارة الرسمية ضد ساو تومي، مطلع شتنبر. وسبق لحكيمي أن حمل قميص المنتخب الأولمبي أمام الكاميرون، كما شارك رفقة منتخب أقل من 20 سنة، تحت قيادة المدرب عبد الله الإدريسي، في مجموعة من المعسكرات والمباريات.
وعلى ما يبدو فإن مستقبلا مشرقا ينتظر اللاعب الشاب رفقة الفريق الأول للملكي والمنتخب المغربي، إن هو واصل النسج على ذات المنوال.. فهل سيزيّن حكيمي الجانب الأيمن من المستطيل الأخضر لسانتياغو بيرنابيو خلال الموسم المقبل من "الليغا"؟