قد تكون مصائب قوم عند قوم فوائد، وقد تكون أول فرصة متاحة أمامك فرصة من ذهب ممكن أن تخطفك في رمشه عين إلى عالم الشهرة، لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه وتبدأ من هناك نسج خيوط الحكاية . أشرف حكيمي الدولي المغربي، الفتى الواعد، البالغ من العمر 18 عاما، الذي أطلق صرخاته الأولى للوجود عام 4 نونبر1998، بدأ كسائر نجوم المستديرة، يداعب الكرة في الشوارع، قبل أن ينضم لأحد الأندية الممارسة بدوري الدرجة الثالثة الإسباني، ولم يكن في حاجة لمدة طويلة لإقناع الجميع بإمكانياته ومؤهلاته، فبعد عام واحد على حمله قميص نادي كولونيا أوفيغيفي، رصده كشافة أكاديمية ريال مدريد، الذين لم يترددوا في استقطاب اللاعب ل "لكاستيا"، الفريق الرديف لريال مدريد، لصقل موهبته وصنع إسم له بين كبار المستديرة، حينها كان يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط. بعد التأكد من أنه يجيد اللعب بمركز ظهير أيمن وجناح أيسر كذلك، ولتميزه بمساندته للخط الهجومي، أبى حكيمي إلا أن يسجل إسمه بالخط العريض ضمن اللاعبين الذين صنعوا دورا جديدا في عالم المستديرة، لما يعرف ب "الظهير العصري" الماركة المسجلة للبرازيل، التي أنجبت أسماء ييجيدون هذا الدور، على غرار كارلوس ألبيرتو، وجورجينيو، وكافو، ومايكون، وداني ألفيس وآخرين. حكيمي الذي أصبح حديث كل لسان مغربي وعربي لقدراته وموهبته الكروية، ولصغر سنه، استطاع لفت الأنظار إليه من أول فرصة منحت له، وذلك بعد دخوله كلاعب أساسي في الوقت الذي تعرض فيه داني كارفخال للإصابة. وثق المدرب زين دين زيدان بقدرات أشرف وأقحمه في المباراة لتبدأ من هنا الحكاية ، وأبان على قدرات هائلة ومستوى عالي، وأصبح محور الحديث في المواجهة التي انتصر من خلالها الميرنغي بهدفين نظيفين. وقد أشاد زيدان بالمؤهلات التي يتمتع بها اللاعب المغربي:"أشرف يمتلك مؤهلات هجومية كبيرة، كما يقوم بعمل كبير من الناحية البدنية." حكيمي أصبح اللاعب المغربي الأول الذي يحمل قميص الريال مدريد و اللاعب الخامس من أبناء أكاديمية النادي، والذي يلعب لفائدة الفريق الأول لريال مدريد تحت الإدارة الفنية للمدرب الفرنسي. وقد جاء رحيل دانيلو عن صفوف الفريق مطلع هذا الموسم نحو مانشستر سيتي الإنكليزي، ليفتح مشوار التألق للاعب المغربي، والذي دخل قائمة ريال مدريد للفريق الأول للمرة الأولى في مسيرته. ومن المنتظر أن يقدم الظهير متعدد المهام، الكثير لمدربه زيزو الذي آمن بقدراته وأعطاه الفرصة للظهور والتعبير عن إمكاناته ومهاراته الرائعة، والتي تنذر بلاعب واعد للفريق العاصمي الإسباني.