أعلن الحزب الديموقراطي الثلاثاء في فيلاديلفيا أن هيلاري كلينتون البالغة من العمر 68 عاما هي مرشحته الرسمية للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. وعلى غرار نتائج الانتخابات التمهيدية، حصلت وزير الخارجية السابقة على دعم غالبية المندوبين، متجاوزة عتبة الاصوات ال2,382 الضرورية من اجل الحصول على الترشيح الرسمي للحزب الديموقراطي. في المقابل يستعد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لإلقاء كلمة أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي، من المتوقع ان يدعو فيها إلى رص صفوف الديموقراطيين حول زوجته هيلاري التي أعلنها المؤتمر رسميا مرشحة الحزب للانتخابات الرئاسية. وبحسب مسؤول في الحملة الانتخابية للديموقراطيين فان الرئيس الأسبق سيشدد على المعارك المتتالية التي خاضتها زوجته العضو السابقة في مجلس الشيوخ ووزيرة الخارجية السابقة. والمعروف عن بيل كلينتون طول باعه في السياسة وامتلاكه لموهبة الخطابة رغم فقدانه البعض من جاذبيته خلال السنوات القليلة الماضية. وهو لا يلقى تأييدا في صفوف الجناح اليساري للحزب، وسيسعى لايجاد الطريقة المناسبة للم شمل الديموقراطيين استعدادا لمعركة الرئاسة المقبلة. وفي اليوم الثاني لمؤتمر الحزب في فيلادلفيا، يعمل الديموقراطيون على تضميد الجراح واحتواء غضب بعض مناصري المنافس السابق لهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز، والذين لا يريدون قبول الهزيمة رغم الدعوات إلى الوحدة التي أطلقها سناتور فيرمونت. وقال ساندرز صباح الثلاثاء إمام مندوبي كاليفورنيا "من السهل إطلاق صيحات الاستهجان تجاه شخص ما، لكن الأصعب هو النظر في عيون أولادكم إذا كانوا سيعيشون في ظل رئاسة دونالد ترامب". والاثنين وضع ساندرز كل ثقله لدعم هيلاري كلينتون بهدف ضمان وحدة الحزب الديموقراطي، عبر خطاب ألقاه أمام المؤتمر وكذلك فعلت السيدة الأولى ميشيل اوباما التي أثارت حماسة حوالى خمسة ألاف من المندوبين في فيلادلفيا. وقال ساندرز "اذا راجعنا أفكارها وزعامتها نرى ان هيلاري كلينتون يجب أن تصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة". وبعدما عدد النقاط المشتركة بينهما من الحد الادنى للاجور إلى حق الإجهاض والتبدل المناخي، قال ساندرز في فيلادلفيا ان هيلاري كلينتون "تدرك" الرهانات القائمة وستنتهج سياسات تقدمية. وأكد أن "هيلاري كلينتون ستكون رئيسة استثنائية وانا فخور بالوقوف الى جانبها هذا المساء" (الاثنين). "اضاعة للوقت" وندد رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس بما اعتبره "غرقا في الفوضى" معتبرا إن المؤتمر الديموقراطي "بدا وكأنه ينعقد لبيرني ساندرز اكثر مما هو لهيلاري كلينتون". وقال الملياردير ترامب على تويتر ان "بيرني ساندرز باع نفسه لهيلاري كلينتون الفاسدة. كل هذا العمل وكل هذه الطاقة والأموال، ذهبت هباء. أنها إضاعة للوقت". وينتظر نزول عدد من المتظاهرين المؤيدين لبيرني ساندرز الذين ينددون بانتخابات تمهيدية غير منصفة إلى الشارع مجددا مصرين على انه لا يزال من الوارد أن يرشح الحزب "بطلهم". وتلقي هيلاري كلينتون خطابا أمام المؤتمر الخميس. ومنذ انتهاء مؤتمر الجمهوريين في كليفلاند تقوم استراتيجية الديموقراطيين على التركيز على أميركا تحمل الآمال وتتقدم لاظهار التناقض مع رؤية معسكر ترامب التي ترسم صورة قاتمة عن الولاياتالمتحدة. وقالت ميشيل اوباما امام المؤتمر "لا تصدقوا احدا يقول لكم أن هذه البلاد ليست رائعة وان شخصا ما سيعيد لها عظمتها". ويمكن ان يتحدث بيل كلينتون في الإطار نفسه. وقبل أربع سنوات وخلال المؤتمر السابق للديموقراطيين، أعطى كلينتون زخما كبيرا لباراك اوباما الذي كان مرشحا لولاية ثانية وألهب حماسة الحشود. وأضافت ميشيل اوباما أن هيلاري كلينتون "هي الشخصية الوحيدة التي تمتلك فعليا المؤهلات لتصبح رئيسة". وأضافت "في الانتخابات الحالية، أنا أؤيدها". وتابعت ميشيل أوباما "أثق بهيلاري لقيادة هذا البلد، لأنني شاهدت تفانيها التام لأبناء بلدنا". وتعاقب حشد من مشاهير هوليوود او عالمي الرياضة والموسيقى وعشرات البرلمانيين الديموقراطيين لاكثر من ست ساعات على المنبر في القاعة الكبيرة لكرة السلة في فيلادلفيا، لينتقدوا دونالد ترامب او ليشيدوا بسيرة هيلاري كلينتون وصفاتها. ويلقي الرئيس الاميركي الذي سبق أن شارك في حملة مشتركة مع هيلاري كلينتون، كلمته امام المؤتمر مساء الأربعاء في فيلادلفيا. فضيحة الرسائل الالكترونية وكان الديموقراطيون يأملون في الاستفادة من المؤتمر لإعطاء صورة حزب موحد ومستعد لخوض الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر خلافا للمؤتمر الجمهوري. لكن نشر موقع ويكيليكس لحوالى 20 ألف رسالة داخلية لمسؤولين كبار في الحزب، انعكس سلبا على المؤتمر الذي يشارك فيه آلاف المندوبين الديموقراطيين من كافة أنحاء الولاياتالمتحدة. وبعض هذه الرسائل التي نشرت الجمعة يكشف جهودا داخلية لعرقلة حملة ساندرز الانتخابية اثناء منافسته كلينتون، وهو ما أكده أنصاره باستمرار. وقدم الحزب في افتتاح مؤتمره اعتذاراته لساندرز على الملاحظات التي وردت في الرسائل. وقال مسؤولون في الحزب في بيان "نريد ان نقدم اعتذاراتنا الصادقة للسناتور ساندرز وداعميه وللحزب الديموقراطي بأكمله على الملاحظات التي لا تغتفر.