أثار الفنان المصري هشام سليم، جدلا واسعا لدى جمهوره بالوطن العربي بعد إعلانه بكل جرأة وصراحة عن تحول ابنته نورا الجنسي بقوله: “ابنتي نورا تحولت إلى نور”، ما جعل التعليقات تتقاطع بين مؤيد ومعارض وبين داعم ورافض. وجاء إفصاحه عن هذا الخبر أثناء حلوله ضيفا على المخرجة إيناس الدغيدي في برنامجها الموسوم بعنوان “شيخ الحارة والجريئة” على قناة القاهرة والناس، قبل أن يشير إلى أنّ ابنته المتحولة جنسيا كانت تشعر بأنها تعيش في جسد غير جسدها بسبب طغيان شكل الذكورة على الأنوثة لديها. واعتبر أنّ قرار التحول لم يكن بالأمر الهين، مؤكدا بالقول إنّ قبول الآخر من عدمه ليس ما يشغله وهو يستعرض صعوبة الوضع على المتحول جنسيا، سواء أكان ذكرا أو أنثى وعلى عائلته بسبب الصراعات والضغوطات النفسية التي ترخي بظلالها على من يمرون بهذه التجربة وعلى ذويهم. وبدا عليه بعض الارتباك وهو يتقاسم غيضا من فيض عن هذا الموضوع، مفصحا أنّ ابنه خاصمه في فترة من الفترات بعدما كان يقول له “أنتِ” إلى أن تصالح معه وأضحى يتقبل أنه فتى وليس فتاة، محاولا أن يقف في صفه بعيدا عن نظرة المجتمع ورأي الدين في التحول الجنسي. ووقف عند بعض المعيقات التي صادفت ابنه الذي كان يتابع دراسته بالخارج، من ضمنها صعوبة استصدار بطاقة تعريف وطنية خاصة به كذكر على اعتبار أنّ بطاقته الأصلية مسجلة باسم نورا، وهو ما جعله إلى حدود الساعة لم يحصل على وثيقة لإثبات الهوية تعترف به بصفته ذكرا وليس أنثى. وأوضح الفنان هشام سليم أنه ليس من السهل عليه أن يألف عيش ابنته نورا لمدة ثمان عشرة سنة وبعد كل تلك السنين تتحول إلى ذكر بعدما عاشت صراعا داخليا حقيقيا دفعها إلى اتخاذ قرار التحول عن قناعة تامة. وأطلّ سليم ضيفا رفقة ابنه على قناة دوتشيه فيليه الألمانية الناطقة بالعربية، ليتحدث عن الموضوع نفسه، معتبرا أنّ الشكوك كانت تنتابه منذ صغر ابنته، بعدما لاحظ أنها كانت مفتولة العضلات بشكل يحيل على صفات الذكورة، إضافة إلى ميولها إلى كل شيء يتعلق بالفتيان وهو يسرد قصة هرولتها لاقتناء لعبة عبارة عن مدفع رشاش بعدما رافقها لمحل الألعاب ظنا منه أنها ستقتني دمية. وفي جواب له عن سؤال بعينه حول ما إذا كان دفن ابنته نورا بالحياة بعد تأييده لقرار التحول الجنسي، أكد أنه لم يدفنها قط، قبل أن يقاطعه ابنه بقوله إن قرار التحول كان صائبا وإلا كان دفنه بشكل حقيقي بعدما راودته فكرة الانتحار في فترة من الفترات، مخاطبا كل من يمر بنفس تجربته بعبارة: “لا تنتحروا”.