أفادت دراسة سويدية حديثة أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات الغازية أو المشروبات السكرية الأخرى، قد يكونون عرضةً لخطر سرطان نادر في المرارة والقنوات الصفراوية حول الكبد. التقرير الذي نشره "هافينغتون بوست" نقل عن المشرفة على الدراسة سوزانا لارسون من معهد كارولينسكا في السويد، قولها إن المشروبات الغازية والسكرية ارتبطت بارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة الوزن، ويتساءل الباحثون عما إذا كانت تلعب تلك المشروبات دوراً في الإصابة بالسرطان أيضاً. لاستكشاف هذا الاحتمال قام الباحثون بتحليل بيانات لعادات أكل وشرب أكثر من 70 ألف بالغ على مدار 13 عاماً في المتوسط لمعرفة تشخيصهم بالسرطان من عدمه. حوالي 150 شخصاً فقط أصيبوا بسرطان القنوات الصفراوية والمرارة خلال فترة الدراسة. لكن مقارنة مع الأشخاص الذين تجنبوا المشروبات المحلاة بالسكر تماماً، فإن الأشخاص الذين شربوا مرتين أو أكثر عصائر أو مشروبات غازية بما في ذلك المشروبات الغازية المحلاة اصطناعياً، كانوا يواجهون خطراً أكبر للإصابة بأورام المرارة واحتمال أعلى بنسبة 79% للإصابة بسرطان القنوات الصفراوية. وقالت لارسون، "استهلاك المشروبات الغازية يرتبط بخطر الإصابة بسرطان المرارة والقنوات الصفراوية (حسب دراسة واحدة) وأنواع السرطانات الأخرى في دراسات سابقة مماثلة". وأضافت، "الدراسة الحالية هي الدراسة الأولى التي تظهر وجود صلة قوية بين استهلاك المشروبات المحلاة مثل المشروبات الغازية وخطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية". في بداية الدراسة، أكمل المشاركون استبيان عادات الطعام والشراب الذي يتضمن السؤال عن عدد المشروبات الغازية أو العصائر التي تناولوها خلال الأسبوع الذي مضى، وكم استهلكوا خلال العام الماضي. عندما جاوب المشاركون في العام 1997، كانت أعمارهم 61 عاماً في المتوسط وكان نصفهم تقريباً يعاني من زيادة الوزن و25% من المشاركين كانوا مدخنين. واستبعد الباحثون الأشخاص الذين شخصوا في السابق بالسرطان أو لهم تاريخ مع مرض السكري.
عبوتا صودا يومياً قد تسبب السرطان
كان الأشخاص الذين شربوا عبوتين أو أكثر من المشروبات الغازية أو المشروبات المحلاة بالسكر يومياً أكثر عرضة لزيادة الوزن وتناول وجبات ذات سعرات حرارية مرتفعة مع سكر وكربوهيدرات أكثر وبروتين ودهون أقل. الخطر المتزايد لسرطان المرارة والقنوات الصفراوية لا يزال قائماً على الرغم من وضع الباحثين لزيادة الوزن للمشاركين في اعتبارهم. ولأن الدراسة هي دراسة مراقبة، فإن النتائج لا تثبت أن الصودا والمشروبات المحلاة بالسكر تسبب السرطان. هذا أيضاً لأن الباحثين كانت لديهم بيانات عادات الشراب في بداية الدراسة ولكن النتائج قد تتأثر بالتغيرات التي تطرأ بمرور الوقت في المشروبات التي يستهلكها الأشخاص وكميتها؛ تشير المشرفة في مجلة المعهد الوطني للسرطان. يقول د. مارغو دنكي الباحث السابق في جامعة تكساس ساوث ويسترن الطبية في دالاس، إن الباحثين في تلك الدراسة يفتقرون للبيانات الدقيقة لتقييم متى اختبر الأشخاص نظاماً غذائياً يتضمن المشروبات الغازية الخاصة بالحمية. وقال دنكي، "حتى مع ذلك، تشير الدراسة إلى صلة معقولة، كانت نسبة خطر سرطان المرارة والقنوات الصفراوية بين الذين تناولوا المشروبات الغازية والعصائر أعلى من غيرهم". د. ايغور استستروف طبيب الأورام في مركز فوكس تشيس لعلاج السرطان في فيلادلفيا، الذي لم يشارك في الدراسة، قال إن السبب وراء العلاقة بين المشروبات الغازية قد يكون غير واضح، لكن الرسالة للمستهلكين تظل بسيطة. وأضاف استستروف، "من الواضح أن تلك النتائج تشير مراراً وتكراراً إلى أن نمط الحياة الصحي هو المفتاح لحياة خالية من السرطان. بغض النظر عن السبب، فيمكن إرواء العطش بالمياه فقط للحفاظ على الصحة الجيدة".