على الرغم من مستواهم العالي، وصيتهم الذائع، يفضّل مجموعة من لاعبي كرة القدم أموال الخليج على اللعب بالدوريات الأوروبية، حتى تحوّلوا من "نجوم للمستديرة" إلى لاعبين عاديين. فحتى المحترفون المغاربة لم يسلموا من هذا "الفيروس"، إذ أن الدوريات الخليجية لا تزال وجهتهم المفضلة، غير أن لكل منهم أسبابه، فمنهم من جرى وراء المال، ومنهم من رفضته أندية كبيرة فقرر أن يختبئ بالخليج، ومنهم من تلقى عروضا من أندية صغيرة بأوروبا لكن طموحه كان أعلى من ذلك فقرر أن "يتخلجن"، ومنهم من قرّر اعتزال المستديرة من أرض الخليج ليضمن لنفسه مستقبلا زاهرا وتقاعدا مريحا قبل الآوان.
وفي هذا السياق، هناك من يرى أن الأندية الخليجية توفّر كل سبل الراحة لللاعبين المحترفين، وذلك من خلال راتب مغري، بالإضافة إلى التحفيزات المالية، كما أنها توفر لهم مسكنا وسيارة فاخرة للتنقل، وهو ما يجعلها قبلة لمجموعة من اللاعبين. بيد أن هناك فئة أخرى، ترفض فكرة انتقال اللاعبين إلى هذه الدوريات، بسبب قلة التنافسية، والمستوى الضعيف لهذه البطولات، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من اللاعبين مَن تقدّموا في السن، وبالتالي فإن عطاءهم على أرضية الميدان يكون ضعيفا، ما يؤثر سلبا على مستوى المباريات.
وفي هذا الموضوع، نسلّط الضوء على خمسة لاعبين مغاربة، أقبروا مواهبهم في هذه الدوريات، بعدما كانوا متألقين مع أنديتهم سواء بالدوري المغربي أو بدوريات أوروبية، قبل أن يخفت بريقهم بعد انتقالهم لما بات يُعرف ب"مقبرة الخليج"، فدخلوا دائرة النسيان.
حمدالله.. مكانه بالليغا لكنه اختار الخليج ! مُخالفا لكل التوقعات، فضّل عبد الرزاق حمدالله، مهاجم القرش المسفيوي سابقا، الإنضمام للدوري القطري على الإستمرار بالصين أو العودة إلى أوكرانيا حيث بصم على أداء متميز.
حمدالله الذي ختم هذا الموسم، رفقة الجيش القطري، متصدرا لترتيب الهدافين، يرى فيه البعض اللاعب الذي بإمكانه حمل قميص أي ناد كبير بأوروبا، بل حتى أن النجم الإسباني، تشافي هيرنانديز، الذي يجاور نادي السد القطري، أكد أن المغربي حمدالله يستحق اللعب ب"الليغا".
إلا أن لحمدالله له رأي آخر بخصوص مستوى الدوريات الخليجية، إذ قال في تصريحات صحفية إن مستوى الدوري القطري، حيث يمارس، مرتفع جدا، لوجود تنافس بين جميع الأندية التي تضم لاعبين على أعلى مستوى ومدربين متميزين، مشيرا إلى أن ضعف الإقبال الجماهيري العامل السلبي الوحيد في الدوري القطري.
يشار إلى أن حمدالله سبق أن احترف بالدوري الأوكراني رفقة فريق أليسوندز، قبل أن يعرج على الدوري الصيني مع فريق غوانجو آر أف.
الحمداوي.. من مجاورة سواريز إلى "مشايخ" قطر ! انتقال الدولي المغربي السابق منير الحمداوي لفريق أم صلال القطري، شكّل صدمة لكل المتتبعين للشأن الكروي، بينما لم تكن كذلك بالنسبة للاعب الذي صال وجال في مجموعة من الدوريات الأوربية، خاصة عندما تتحدث تقارير إعلامية أن الحمداوي وافق على حمل قميص أم صلال لمدة ستة أشهر مقابل مليون يورو.
وقال اللاعب إنه استشار مع محترف مغربي يُمارس بالدوري القطري، الذي شجعه على القدوم إلى قطر، قبل أن يحسم في انتقاله إلى أم صلال.
وكان هداف الدوري الهولندي لموسم 2008-2009، قد أكد في تصريحات سابقة أنه ينوي الإعتزال في الخليج العربي.
جدير بالذكر أن الحمداوي حمل قميص مجموعة من الأندية، على غرار اكسيسيور و أزيد الكمار وأجاكس في هولندا، حيث توّج بلقب الهداف، بالإضافة إلى فريق ملقا الإسباني، كما كانت له تجربة بالبريميرليغ رفقة فريق توتنهام.
برادة.. حنين إلى "دراهم" الإمارات ! يبدو أن عبد العزيز برادة، اشتاق إلى الخليج، بعد تجربة "فاشلة" بالدوري الفرنسي رفقة مارسيليا، بعدما قرّر الإنضمام لصفوف نادي النصر الإماراتي، خلال الميركاطو الحالي.
ووقع صاحب 27 سنة، على عقد لثلاث مواسم رفقة النصر، في صفقة قدرت وسائل الاعلام المحلية قيمتها في 11 مليون يورو.
ولم يتمكن برادة من فرض ذاته مع نادي الجنوب الفرنسي، بالرغم من أن الفريق أصر على التعاقد معه عندما كان يمارس بنادي الجزيرة، قبل ثلاث سنوات.
وسبق لبرادة أن خاض تجربة بالليغا، رفقة نادي خيتافي الإسباني، كما حمل ألوان نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
العربي.. فضّل الخليج على الرسمية في الليغا والمنتخب ! بعد توقيعه، قبل أيام، لنادي لخويا القطري، يكون مهاجم المنتخب المغربي يوسف العربي قد أكد للجميع أنه لا يطمح إلى النجومية.
سياق هذا الكلام، جاء بناء على تصريح سابق للاعب، عندما قال إن النجم هو اللاعب الذي يلعب في ناد كبير ويتنافس على بطولات كأس العالم ودوري أبطال أوروبا.
العربي نسج على منوال برادة، حيث اختار العودة من جديد إلى الدوريات الخليجية، بعد تجربة في أوروبا، إذ سبق له أن حمل قميص الهلال السعودي، قبل أربع سنوات، لينتقل بعدها إلى فريق غرناطة الإسباني، قبل أن يقرر العودة مجددا إلى الخليج، عبر بوابة لخويا القطري.
ونجح العربي، خلال الموسم الماضي، في تسجيل 16 هدفا بقميص غرانطة في الدوري الإسباني، ليُصبح الهداف التاريخي للنادي في الليغا برصيد 35 هدفا.
وكان الموقع الرسمي للإتحاد الدولي لكرة القدم قد خصّص مقالا حول يوسف العربي، حيث وصفه برمز البساطة والتواضع والفعالية.
متولي.. "مارادونا" في ملاعب قطر لم يقدر "مارادونا المغرب"، كما يحبّ أنصار الرجاء البيضاوي تسميته، على مقاومة إغراءات الخليج، ورحّب بفكرة اللعب في الدوري الإماراتي بدون تردد، على الرغم من أن إمكانياته تؤهله للعب بالدوريات الأوروبية، في نظر المحللين. محسن متولي، الذي تنبأ له الكثيرون بمستقبل باهر في إحدى الدوريات الأوروبية، بعد الأداء الجيد الذي كان يقدمه رفقة النسور، فاجأ الجميع من خلال انتقاله إلى الإمارات الإماراتي، قبل أن يعود صوب فريقه الرجاء، وبعد موسم متميز على جميع الأصعدة، من خلال الفوز بالدوري المغربي والوصول لنهائي كأس العالم للأندية، شدّ الرحال نحو الخليج من جديد، لكن الوجهة هذه المرة كانت صوب الدوري القطري، رفقة نادي الوكرة.
فلماذا يختار المحترفون المغاربة أموال الخليج على الإحتراف بأوروبا؟