قبل انطلاق بطولة أمم أووربا 2016 في فرنسا كان الكثيرون يتوقعون أن تخطف نجوم كبيرة الأضواء في هذه البطولة وتتربع على صدارة الهدافين أمثال كريستيانو رونالدو أو توماس مولر... غير أن لاعب أتليتكو مدريد والمنتخب الفرنسي أنطوان غريزمان تحول إلى النجم الأول في اليورو الحالي بأهدافه الحاسمة ودوره الكبير في قيادة منتخب "الديوك" لنهائي بطولة أمم أوروبا. غريزمان يتصدر حاليا قائمة الهدافين في هذه البطولة بعد تمكنه لحد الآن من تسجيل ستة أهداف متفوقا بثلاثة أهداف على أقرب منافسيه، المتبقيين فى البطولة، وهم باييه، جيرو، وكريستيانو رونالدو ونانى، حيث يملك كل واحد منهم 3 أهداف. كما نجح مهاجم أتلتيكو مدريد في تجاوز المدرب الحالي لريال مدريد الإسباني، زين الدين زيدان، وأسطورة أرسنال الانكليزي تيري هنري، من خلال مشاركة الثنائي مع المنتخب الفرنسي، حيث لم يتجاوز عدد الأهداف التي سجلها زيدان مع المنتخب الفرنسي في اليورو ثلاثة أهداف وهو نفس رصيد تيري هنري . غريزمان نجم اليورو بدون منازع صحيح أن غريزمان الذي يخوض النهائيات القارية للمرة الأولى في مسيرته، رفض مقارنته بالأسطورة ميشال بلاتيني الذي قاد "الديوك" إلى لقبهم الأول عام 1984، لكن المهاجم الصغير القامة حفر اسمه في سجلات عظماء الكرة الفرنسية خصوصا بعد الدور الذي لعبه بقيادتهم إلى النهائي على حساب ألمانيا بطلة العالم بعد أن سجل ثنائية الفوز. "إنه لاعب رائع. لقد اظهر معدنه كلاعب معطاء ...". هذا ما قاله مدرب فرنسا ديدييه ديشان عن غريزمان الذي أصبح أول لاعب يسجل 5 أهداف أو أكثر منذ التشيكي ميلان باروش في نسخة 2004 (خمسة أهداف) واللاعب الوحيد الذي يتفوق عليه بعدد الأهداف في نسخة واحدة هو مواطنه بلاتيني (تسعة أهداف) وكان ذلك في نسخة 1984. وواصل ديشان ثنائه على غريزمان بالقول "كان حاسما بالنسبة لنا في هذه البطولة الأوروبية. بإمكانه التسجيل وبإمكانه مساعدة الآخرين على التسجيل"
ودخل غريزمان بطولة أمم أوروبا الحالية خارج إطار النجومية لكنه تحول بفضل أدائه الرائع وأهدافه الحاسمة إلى ورقة فرنسا الرابحة في البطولة، ووجد فيه المنتخب الفرنسي بطلا كان يبحث عنه منذ أيام زين الدين زيدان الذي قاد الديوك إلى لقب كأس العالم 1998 ونهائي 2006 وكأس اوروبا 2000. ولم يأت تألق غريزمان في نهائيات كأس أوروبا من فراغ، بل إن ابن 25 عاما قدم موسما رائعا مع اتلتيكو مدريد، إذ سجل 32 هدفا لفريقه وقاده لنهائي دوري أبطال أوروبا بفضل غريزته القاتلة أمام المرمى، كما أظهر في الهدف الثاني أمام المنتخب الألماني بعدما انقض على الكرة أمام المدافعين الألمان وحولها إلى الشباك إثر تدخل غير موفق لنوير على عرضية من بول بوغبا. سر طريقة الاحتفال بتسجيل الأهداف غريزمان لم يخطف الأضواء بأهدافه فقط، بل أيضا بطريقة احتفاله بتسجيل هذه الأهداف. فاللاعب الفرنسى يرفع يده كما لو كان يتحدث في الهاتف بكلتا يديه بعد تسجيله للأهداف. وقام بذلك أمام إيرلنداوألمانيا. وعندما سأله أحد الصحفيين عن السر في ذلك رد غريزمان "هذه رقصة من فيديو للمغني الأمريكي "درايك"، أنا أقوم بهذا الاحتفال مع أتليتكو مدريد، فلماذا لا أقوم به مع المنتخب، لكن عندما سجلت أمام ألبانيا نسيت أن أنفذه، بينما قمت به أمام أيرلندا عندما تذكرت ونفذته أخيراً أمام ألمانيا". يذكر أن عدة أندية فرنسية سبق لها أن رفضت اللاعب بسبب قصر قامته وبنيانه الجسماني الضعيف. وبعدما صنع غريزمان لنفسه اسما مع ريال سوسيداد الإسباني، انتقل اللاعب إلى أتلتيكو مدريد في 2014 ليواصل تألقه وسطوعه من خلال النادي الكبير تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. والآن، يستعد غريزمان ليلعب دور الملهم للمنتخب الفرنسي مرة أخرى خاصة بعدما رفع رصيده إلى ستة أهداف ليتصدر قائمة هدافي البطولة. وهو رصيد لم يسجله أي لاعب من قبل في نسخة واحدة بالبطولات الأوروبية سوى بلاتيني عندما أحرز تسعة أهداف وقاد منتخب بلاده للفوز بلقب يورو 1984.